بشفافية
وثائق بنما .. تسونامى الأسرار

قناة بنما الأشهر حاملة فى طيات أمواجها 1.5 مليون وثيقة سربت من مكتب المحاماة (موساك فونتيكا) المنتشرة فى 35 بلدا على شواطئ القارات الخمس وتدير أكثر من 214 ألف شركة «أرف شور» فى 20 دولة لتهتز الثقة فى اكبر بنوك العالم وتتساقط أموال المودعين فى مستنقعات الأموال القذرة وتمتلئ شواطئها بنفايات الفساد وغسيل الأموال المدمر للاقتصاد العالمي. القضاء البنمى يفتح تحقيقاً لتسريب وملابسات ما تنطوى عليها من مخالفات قانونية ومرتكبيها وإضرارها، وقد تفرقت دماء الضحايا بين فاعليها وكاشفى جرائمها أنهم صحفيون انتشروا فى كل أنحاء العالم متخصصين فى البحث عن الوثائق الأصلية، وتتعاون صحيفة (ذور دوتشه تاسايوتنج) الألمانية المتخصصة بتحقيقاتها الاستقصائية مع الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين ليكونوا بمثابة الواجهة الصادمة، ولتكون أجهزة المخابرات لبعض الدول بعيدة عن التأويل بزرع عملائها لتسريب الوثائق التى استمرت ما يقرب من عام، كيف تم تسهيل عمل الصحفيين وانتشارهم فى دول العالم؟ سوف تظل الأسئلة حائرة والإجابات محرمة وتظل الشفافية تلاعب العقول والضمائر وافتراضية وجودها، لقد نالت تلك الوثائق من حكام وسياسيين وأصحاب نفوذ وشركات استثمار مشهورة وعالمية ورموز دولية سياسية واقتصادية وإعلامية وكيانات إدارة الأصول المالية لحساب الغير بعيدا عن المالكين والمستحوذين لحمايتهم من الاتهام المباشر بالفساد الاقتصادى وغسل الأموال وتبييضها فى تجارة غير مشروعة والهروب بها إلى الملاذ الآمن، وقد تجاوزت تجارة الدين والعقيدة وتمويل الحروب والمنظمات الحقوقية والإرهابية وتجارة السلاح والمخدرات والبشر لإفشال العقوبات الدولية (الحصار الاقتصادى)

بشفافية: متى يأتى اليوم الكاشف لكل النوايا وكل البشر دون انتقاء، ومسعى لإسقاط ما نقيهم فى دوامات تسونامى الفساد ونحمى آخرين بالتستر من الدول الكبرى، حكمة من حكم الكون ؟!(للحديث بقيه).
[email protected]
[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم