رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

عبر الاثير
الإعلام وثقافة العنف

أحسنت كلية الاعلام جامعة القاهرة عندما اختارت عنوان مؤتمرها الأخير عن “الإعلام وثقافة العنف”، وأطلقت أول مبادرة من نوعها؛ لمنع التحريض على العنف بوسائل الإعلام، وذلك من خلال كود أخلاقى ومهنى لتعامل وسائل الإعلام مع قضايا العنف بالمجتمع. وأعلنت الكلية، أن الأكواد المهنية والأخلاقية ستؤسس لأداء مهنى وأخلاقى يتوافق مع حق الإعلام فى تغطية الأحداث من خلال إدراك المسئولية الاجتماعية للإعلاميين، وتأسيس مشروع مرصد للعنف لتحليل أنماط وسمات وصور تقديمه والفئات الأكثر عرضة له والفئات الأكثر ممارسة له وبناء دليل لأداء وسائل الإعلام فى تغطية وتقديم العنف. ولكن يظل ما اعلنته الكلية عبارة عن نوايا حسنة غير قابلة للتطبيق العملى، مالم يصدر قانون الإعلام الجديد، والذى يتضمن ميثاق الشرف الإعلامى، متضمنا عقوبات معنوية ومادية على من يحرض على العنف أو يستخدم أساليب السب والقذف، وأظن أنه لم يطبق إلا مرة واحدة عندما قررت غرفة صناعة الإعلام منع برنامج “ممكن” لمدة أسبوعين بعد استضافته لكريم السبكى الذى تطاول على نساء الصعيد، ولولا غضبة الصعايدة ما صدر هذا القرار، وإلا فأين هذه الغرفة من إعلامى آخر يقول فى برنامجه: عايز أشوف دم؟ وإقتلوهم؟ فمثل هذا التحريض المباشر على العنف لم يجد من يوقفه.

لقد كان علماء النفس يحذرون قديما من مشاهد العنف فى الدراما التليفزيونية والسينمائية على الاطفال والمراهقين، ولكنى أظن أن ما تقدمه برامج التوك شو حاليا فيها الكثير من التحريض على العنف والكراهية والفتنة بين المصريين سواء فى المجالات السياسية أو الرياضة أو الاجتماعية. ولن تختفى هذه الظاهرة إلا بتطبيق تدريجى بالمنع، على أن تتضاعف فترة المنع كلما تكررت الدعوة للعنف حتى تختفى هذه الظاهرة من حياتنا الاعلامية.


لمزيد من مقالات جمال نافع

رابط دائم: