نقطة تحول
فتنة شارع عبد الخالق ثروت

ما الذى ينتظر نقابة الصحفيين فى قادم الأيام؟هل ستخرج أكثر حيوية من الأزمة التى تمر بها أم ستعانى بعض الشىء من طريقة المعالجة التى أدارت بها الأزمة ؟

دون شك أى ضرر لا قدر الله سيلحق بنقابة الصحفيين يتحمله دون شك مجلس النقابة وهى مسئولية طبيعية ولا تعنى تحميله فوق طاقته، على اعتبار أنه المجلس الذى يتحكم فى شئون وقرارات النقابة، كما سيجنى المجلس ثمار المكاسب فى حال تحقيقه مكاسب. ولا يمكن القول بغير أن الأزمة لن يكون فيها كاسب واحد فالجميج وفق كل التقديرات يخسر فى مثل هذه القضايا التى تعلو فيها العصبية وتفتقد للهدوء وتكون ساحة خصبة لتصفية الحسابات.

فى الشارع شعور عام بدا غير متعاطف مع الصحفيين ، قد تسمع ذلك فى عيادة الطبيب أو تقرأ رسالة على شبكات التواصل الإجتماعى هذا طبيعى ومبرر، لكن كان من غير المبرر فى هذا التوقيت جنوح بعض الزملاء فى المواقف معا وضد كما لو كانت موضوعية الكتابة والمهنة فى لحظة ثبات. حتما سيكتب التاريخ يوما تفاصيل المشهد برمته وفق ضمير الكاتب وشهادة الضابط وستكون العبرة فى كل ذلك هى قيمة الصدق والالتزام والبعد عن الرعونة أو الانحيازات .

قد يتصور البعض أن الأزمة من طرف واحد وهو أمر غير حقيقى فالأزمة من ثلاثة أطراف الطرف الأول فيها الزميل الصحفى الذى كان يوجد داخل مبنى النقابة ثم الطرف الثانى وزارة الداخلية ثم الطرف الثالث نقابة الصحفيين .

إدارة الأزمة تكشفت عن اخفاق مصرى أصيل فى طريقة دارة الأزمات ، حيث فى كل مرة تسارع الأطراف إلى ترك الباب مفتوحا لمرور المعالجات العشوائية والتعامل بردات الفعل .

وافرط الطرفان فى الدفاع عن صحيح الموقف دون سعى لدرء الفتنة التى جرت وقائعها فى شارع عبد الخالق ثروت الذى يحمل اسم وزير داخلية مصر السابق وفى نفس الشارع يرتفع عاليا مبنى نقابة الصحفيين يتوسط جناحا العدالة نادى القضاة ونقابة المحامين ؟ ومع هذا لم يكن التعامل بتواصل طبيعى لا يترك فى النفوس أثرا ولا يستهدف كسر الهيبة والحفاظ على روح القانون وقديما قالوا من لا يملك فن التراجع لا يملك فن التقدم وهى مقولة تنسحب على جميع الأطراف مادامت النوايا صادقة والحرص على المصلحة المهمة وعدم التشكيك او التخوين فالكل فى خدمة الوطن واعلاء مصالحه مهما تكن الصعوبات .