سطور الحرية
الخروج إلى الصحراء

ليس لدينا المزيد من الوقت حتى نضيعه بعيدا عن غزو الصحراء، وفتح آفاق ومشاريع جديدة أمام الشباب، وتوصيل المرافق والخدمات لهذه الأراضى الواسعة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، وتكوين تكتلات سكنية وزراعية وتصنيع حقيقى ومناطق حضارية، دون عشوائيات لا تستطيع جذب الخريجين، وأصحاب الطموح والإنجاز للقدوم إلى هذه المناطق لتحقيق أحلامهم، والتى تموت كل يوم أمام وظائف مكتبية ومرتبات لا تكفى لتكوين أسرة صغيرة.

ما سمعته وشاهدته شرحا علميا وعمليا بالخرائط والبيانات والإحصائيات من خبراء ومتخصصين وأساتذة جامعات، يؤكد ضرورة أن نبدأ وبسرعة فى الخروج بالشباب وأحلامهم بعيدا عن الوادى الضيق الذى ضاق بنا، وأصبح يقتل مستقبل مصر ويكاد يدمرها، وما أراه عند السفر والعودة من نوافذ الطائرات عند التحليق على أراضينا والحدود من اللون الأصفر الباهت لمعظمها يزعجنى، خاصة عن المقارنة بدول أخرى يغطى اللون الأخضر معظم أراضيها، يجعلنى دائم السؤال لماذا لا تدب الحياة فى هذه الأراضى الشاسعة؟.

لا ينقصنا شيء من العلوم والأبحاث الزراعية والهندسية وغيرها، وأساتذة الجامعات المتميزين فى العلوم المختلفة، ومن الخبراء والأدوات والمعدات ما يجعلنا أن نتقاعس، ونلقى بأحزاننا وهمومنا وضعفنا على أشياء وهمية كالجهل والتخلف والقدرة المالية، ونترك أصحاب المصالح والمقاومة الذين يروجون لإفشال المشاريع والأفكار وطموح وعزيمة الشباب.

يجب ألا ننتظر أشياء لن تأت أبدا إلا بالكفاح والعرق والجهد وتجربة الفرافرة أمامنا، أو أشخاص أكفاء سوف يتساقطون علينا من السماء، فهم موجودون ويعيشون بيننا ولكننا نحاربهم صباح ومساء كل يوم.

[email protected]