رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
من الأسئلة الكثيرة: هل أخفق خطاب الدعوة للتظاهرة فى اللغة أو فى المنطق؟ أم أن الجماهير ارتابت من الدعوة أو من الداعين؟ أم أنها انشغلت فى لقمة العيش؟ أم أنها راضية عن القيادة السياسية واختياراتها؟ أم تُرى أن هذا التباين الحدِّى لدى النخب بين مؤيد ومعارض للتنازل عن الجزيرتين إلى السعودية هو حصرى على النخب؟ أم تُرى أن الوعى الجمعى خشى من مشارَكة قد تكون عامل انقسام فى ظرف يكفى البلاد ما فيها من أزمات؟ وإذا كانت الأحزاب المدنية، ومعها جماعة الإخوان، قد فشلوا فى حشد الجماهير، فأين كوادرهم التى كان يمكن إذا شاركت أن تملأ جانباً معتبراً من المشهد الخاوي؟ بل اين بعض زعمائهم الذين اختفوا تماماً بعد أن أعلنوا مشاركتهم الشخصية؟ أما أن يغضّ البعضُ نظرَهم عن كل هذا ويزعموا بأن بطش أجهزة الأمن كان العامل الحاسم فى إرهاب الجماهير عن المشارَكة، فهى حُجة متهافتة لأن الخبرة التاريخية تؤكد أن هذا البطش ينقلب مرات كثيرة فى حالة الجدّ إلى عامل استفزاز للجماهير يدفعها إلى إشهار التمرد. وتكفى الإشارة إلى جمعة الغضب ضد مبارك، التى لم تشهد مصر قبلها تعبئة أمنية بهذا الحجم وهذا العتاد، فإذا بملايين غير مسبوقة فى التاريخ تتحدَّى وتواجه السلاح بصدور عارية. كان التوتر بأفعال غير مبرَّرة هو الغالب على أداء أجهزة الأمن قبل موعد التظاهرة الأخيرة، وكان يزداد كلما اقترب الحدث، ثم كانت الذروة يومها. وهو ما ينبغى على الشرطة ألا تقترفه مجدداً فى المستقبل، خاصة مع توقع أن تتكرر هذه الأحداث، وأن تتصاعد، وسوف يزيدها تعقيداً أن فيها وطنيين مخلصين يمارسون حقهم الدستورى والقانونى فى التظاهر السلمى للتعبير عن معارضتهم للرئيس وللحكومة، وهؤلاء ينبغى أن تتوافر لهم الحماية الرسمية، حتى فى الوقت الذى يندسّ فيه مخربون. مما يلقى بعبء مُضاعَف على أجهزة الأمن التى من مسئولياتها التفرقة بين هؤلاء وأولئك. [email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب