رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الكـاتب الكبيـر محمـد جبـريل يصرخ:مـازلت حـيا
خطأ طبى منعنى من المشى منذ عامين ولا أعرف سبب عدم علاجى للآن

محسن عبد العزيز
منذ عامين دخل الأديب الكبير محمد جبريل أحد المستشفيات لإجراء عملية جراحية فى الغضروف، وبعد أن تمت العملية نسى الطبيب تثبيت العظام، وصار العمود الفقري، كما أثبتت الأشعة، معلقا فى الهواء! وبذلك فقد أديبنا الكبير القدرة على السير.

ويروى أديبنا الكبير الحكاية بمرارة شديدة قائلا: كان المفروض أن أمشى على قدمى بعد العملية بأسبوعين كما قال الطبيب، لكننى لم أستطع؛ كلما حاولت خذلنى جسدي، بذلت مجهودا لتحريك الأطراف ولكننى فشلت.

ساعتها اكتشفت أن جسدى أصبح يعانى أكثر من حالته قبل إجراء العملية.

وقد جاءت اصابة العمود الفقرى بسبب الجلوس ساعات طويلة إلى المكتب بلا أى حركة مما تسبب فى حدوث تأثير سلبى خطير للجسد وللعمود الفقري.

الآن لم أعد أستطيع الوقوف على قدمى ولا أستطيع الحركة أصلا. اختلطت داخلى مشاعر العجز والاشفاق وأنا أسلم نفسى لزوجتى زينب وهى تلبسنى الثياب.

يضيف كاتبنا الكبير: فى بعض الأحيان أشعر أن الموت قريب منى كما لم يحدث من قبل، أتنفس رائحته، فأكثر من ترديد الشهادتين، وأقرأ الفاتحة وأسلم نفسى للنوم.

أتوقع زيارة الموت فى أثناء الليل، لا أعرف إن كان سيصحبنى فى هدوء أم يجعلنى أعانى عذاباته.

أشعر أن الحياة تنحسر داخلي.

ويعود أديبنا الكبير بذاكرته للوراء قليلا فيقول: اعتدت دائما أن ابتعد بنظراتى حين أشاهد رجلا أو سيدة على كرسى متحرك لاننى أرفض نظرات الشفقة التى تؤلم المريض. ولم أكن أتخيل أننى سأكون قعيد الكرسى المتحرك وأنه سيكون وسيلتى لمراكز العلاج الطبيعى التى أصبحت ضيفا مستمرا عليها كان الأطباء قد حذروه من هذا، لكن المفاجأة غير السارة التى سيكتشفها متأخرا. هى أن العلاج الطبيعى الذى قام به لأكثر من عام تقريبا كان له أثر عكسى على العملية لأن الغضروف غير مثبت بالأساس! فعظام العمود الفقرى أصبحت تصدر أصواتا مع كل حركة للجسم عموما فتحول العلاج الطبيعى إلى مصدر جديد للآلام.. وأصبح الخطأ الطبى مضاعفا ـ خطأ فى عدم تثبيت العمود الفقرى بعد العملية.. وخطأ آخر هو العلاج الطبيعي.. لتزداد المسألة سوءا.

وهذا هو حال الطب فى مصر والضحية هذه المرة قامة أدبية كبيرة أعطى حياته وفكره للأدب والثقافة. وكانت ندوته الأدبية فى جريدة المساء وفى نقابة الصحفيين من أشهر الندوات الثقافية.

ولها دور كبير فى حياة عشرات ومئات المبدعين. ناهيك بالطبع عن عشرات الروايات والقصص والدراسات الأدبية لأديبنا الكبير التى أسهمت فى تشكيل الوعى لدى أجيال عديدة فى مصر والعالم العربي.

لعل المفارقة الغريبة فى حياة الأديب محمد جبريل أن أول تحقيق صحفى قام به عام 1960 كان عن الطب فى بريطانيا. فالطب هناك كما ذكر ليس عيادات خاصة، وإنما مراكز طبية، ومستشفيات، والتأمين الصحى يشمل جميع المواطنين أما هنا!!!

يقول أديبنا الكبير بكل أسي.. بدأت العمل صغيرا وكنت أعطى الكتابة كل وقتي، أستقل أول مترو وأعود فى قطار آخر الليل. أنا الآن على المعاش يجب أن أنفق على حصان الحكومة المتقاعد حتى لا يقتله المرض!

لا أذكر اننى كنت من هواة المشى هكذا يقول الكاتب الكبير محمد جبريل ـ لكننى سأحرص إذا أتاح الله لى الحركة أن أمشى بلا توقف، انضم لتيارات الناس والزحام وأخترق الأسواق والشوارع والميادين.. حتى أقول مثل محمود درويش إننى هنا ومازلت حيا.

{{{

تصحيح الخطأ الطبى الذى حدث لكاتبنا الكبير أو علاجه يحتاج إلى عملية خارج مصر تتكلف 12 ألف يورو فقط. ورغم صدور قرار بالعلاج على نفقة الدولة لأديبنا الكبير فإنه لا يعرف من المسئول عن عدم سفره حتى الآن.

ويشرح هذه المأساة الأخرى التى يتعرض لها قائلا: منذ 3 أشهر اتصل بى حلمى النمنم وزير الثقافة وطلب بعض الأوراق. ووعد بالإسراع بالاجراءات وإلى الآن لم يحدث شيء.

كما اتصل بى أمين عام مجلس الوزراء وطلب تقديم مذكرة وإلى الآن لم يحدث شيء.

بل وصلت المأساة والتصرفات غير المفهومة إلى خارج مصر؛ فقد أعلن رئيس اتحاد الكتاب العرب حبيب الصايغ علاج حالتى وقال لي: اعتبر الموضوع انتهى ثم فجأة وكأن شيئا لم يكن!

كأننى عميل لدولة من الدول الأعداء، ولست مواطنا مصريا له حق الرعاية بغض النظر عن كونى كاتبا.

قبل أن ننهى الموضوع بالتأكيد كلنا يعلم أن الأديب الكبير محمد جبريل هو عضو اتحاد الكتاب؛ بل إنه كان نائبا لرئيس الاتحاد الشاعر الكبير فاروق شوشة. وهو بالطبع عضوبنقابة الصحفيين.

والسؤال هو ماذا فعل اتحاد الكتاب ونقابة الصحفيين لكاتبنا الكبير؟ لقد اتصل يحيى قلاش نقيب الصحفيين وعلاء عبدالهادى رئيس اتحاد الكتاب.. بالكاتب الكبير ـ ثم ماذا؟.. لا شيء آخر.. ربما لأن أديبنا الكبير أصابه المرض فى موعد غير موعد الانتخابات أو أن أديبنا الكبير ليس له شلة تدافع عنه صباحا ومساء فى الفضائيات لكن بالتأكيد عناية الله أكبر.. وهناك فى هذا البلد مسئولون مازالوا يسهرون على راحة مواطنيه.. وأظن ذلك سوف يحدث قريبا للأستاذ محمد جبريل..

وسلامتك ألف سلامة يا أستاذنا

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    ابو العز
    2016/04/26 00:20
    0-
    0+

    ( وإذا مرضت فهو يشفين ) ... صدق الله العظيم
    أكيد لن يهمل هذا الموضوع خاصة انه في الأخبار الرياضية اليوم صفقات بالملايين لانتقال لاعب واحد من فريق الى فريق آخر ... اللهم لا تعزنا الا لوجهك الكريم واغفر وارحم وانت خير الراحمين .
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق