رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الواقع أكثر إضحاكا..!

قل لى من فضلك لو سمحت: متى كانت آخر مرة ضحكت فيها ضحكا رائقا عذبا من القلب حتى امتلأت عيناك بالدموع( دموع السعادة)؟ أو: ما آخر كتاب قرأت؟ وهل شاهدت مسرحية (عليها الطلا) منذ سنوات.. أو فيلما جميلا أسندت ظهرك بعد مشاهدته إلى ظهر المقعد وهمست لروحك:«يا سلام يا اولاد..»؟ بذمتك.. تعرف تقول لى آخر نكتة؟ ما الحكاية يا خلق الله؟ لماذا أصبحنا هكذا؛ مكشرين، مكلضمين، ونتنفس بصعوبة؟ .

مالذى يمنعنا من الضحك يا ناس؟ سيقول قائل: وهل ثمة ما يثير الضحك يا أستاذ وكل ما حولنا كئيب؟ والإجابة: لا يا حضرة.. هناك مليون قضية تفجرت مؤخرا تجعلك تضحك حتى تستلقى على قفاك.. وإليك اثنتان منها( على الأقل).. خذ عندك:

أولا: حدوتة «أوراق بنما».. وثانيا: قضية تيران وصنافير. وما دامت أوضاعنا مقلوبة.. فتعالوا نبدأ بالقضية الثانية قبل الأولى! هل كنت سيادتك تعرف أين تقع جزيرة تيران؟ أوأين المدعوة صنافير؟ أبدا.. ولم يهتم بهما أحد قبل الآن، إلى أن أعلنت الحكومة أنه سيجرى ترسيم لحدودنا البحرية مع الشقيقة السعودية.. وقالت الحكومة إنها أمضت شهورا طويلة فى البحث والاستقصاء، وانتهت إلى ثبوت أحقية السعودية فى الجزيرتين، وذلك بمقتضى الوثائق المتاحة، وقواعد القانون الدولى .

فماذا جرى.. ويجعلك تضحك؟ الذى حدث أن الدنيا انقلبت رأسا على عقب: إلحقوا إنهم يفرطون فى أرض الأجداد. يا عم الحاج هل قرأت تفاصيل الاتفاق؟ هل أنت أصلا دارس للقانون الدولى؟ هل وافق برلمان الشعب عليها؟ هل دعوا إلى استفتاء فأقر الناس ما جرى الاتفاق عليه؟ هل.. وهل .. ومليون هل. فما المضحك؟ ببساطة.. أننا بتنا نتعجل الأمور، وكل من له.. ومن ليس له.. بات يفتى.. وأصبحنا جميعا بين عشية وضحاها خبراء فى قانون البحار، وفى التاريخ والجغرافيا، وفى العلاقات الدولية.

أما القضية الأولى- التى تشقلبت فى هذا المقال فأصبحت الثانية بقدرة قادر- فهى «ملهاة» كشف أوراق بنما. لقد تسربت مئات آلاف الوثائق عن مكتب قانونى فى بنما يقوم بغسل الأموال التى «يخنصرها» كثير من زعماء العالم من أقوات غلابة شعوبهم، ويتلتلونها على قلوبهم فى بنوك الخارج. فما المضحك فى هذا الأمر؟ شيئان وحياتك. الأول أن هؤلاء المنزعجين حتى الثمالة لا ناقة لهم أصلا ولا جمل فى هذه الفلوس المسروقة. إن الباشا كل دخله- أول عن آخر- ألف أو ألفان من الجنيهات كل شهر، ثم تجده جالسا فى المقهى ويزعق: شوفت الحرامية ولاد الكلب!

يا عم وانت مالك؟ ألست تتم سرقتك منذ آلاف السنين فلم تحرك ساكنا؟ وهل مدّ هؤلاء اللصوص الكبار أيديهم إلى جيبك فنشلوك؟ خلاص يعنى.. عرق النباهة نقح اليومين دول؟ طيب ما سيادتك منهوب منذ بدء الخليقة.. فما الجديد الآن؟ هل لأنهم سربوا بعض الأوراق فى بنما؟ ومتى كنت يا أبا العوريف تفهم فى الوثائق، أو فى الورق؟ يا آبا.. تكلم على قد الكام ملطوش اللى بيرموهم لك كل أول شهر.. وبلاش «فتحة صدر» على الفاضى!

هذا عن الشىء الأول الذى يضحك، فما الشىء الثانى؟ إنه ظهور أسماء لزعماء ما كان أحد يتخيل أبدا ورود أسمائهم فيها. عندك الأستاذ كاميرون مثلا.. أليس هذا زعيم أعرق ديمقراطية فى العصر الحديث فكيف جرؤ- هو ووالده المرحوم- على التلاعب فى الأوراق لتحقيق مكاسب غير مشروعة؟ أين مخالب الديمقراطية إذن؟ يعنى ما المقصود من هذا المقال كله يا أذكى إخوتك؟ هدفه أن نضحك ونكف عن الاكتئاب إذ يكفيك النظر إلى الواقع العجيب الذى حولك.. وصدقنى ستضحك حتى تمتلىء عيناك بالدمع!

لمزيد من مقالات سمير الشحات

رابط دائم: