رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
وعلى هامش مشاركة فرقة الموسيقى العربية المصرية بمهرجان الفرانكفونية، التقت «الأهرام» سفيرنا بمونتيفيديو سامى سالم، وأجرت معه حوارًا شاملًا ، تناول العديد من القضايا ، والموضوعات ذات الشأن بالعلاقات الثنائية . وفيما يلى نص الحوار: { كيف ترى مستوى ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين؟ {{ العلاقات بين مصر وأوروجواى قوية، على جميع الأصعدة، وتوثقت أكثر، خلال السنوات الأخيرة الماضية، حتى وصلت لمستوى متميز فى العام الماضى، بلقاء رئيسى البلدين، عبدالفتاح السيسى، وتاباريه فاسكويز، فى 26 سبتمبر 2015، على هامش مشاركتيهما فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، حيث اتفق الرئيسان على تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية المشتركة فى مختلف المجالات، وبالفعل تم الترتيب لزيارة وفد أوروجوانى على أعلى مستوى، مكون من بعض المسئولين ، ورجال الأعمال، لبحث فرص الاستثمار فى مصر، بهدف إيجاد نقلة نوعية فى علاقات التعاون بين البلدين، بعدها قام رئيس لجنة الشئون الدولية بمجلس النواب الأوروجوانى دانيل بينا بزيارة مهمة إلى مصر، فى الفترة من 28سبتمبر إلى 2 أكتوبر من العام نفسه، اجتمع خلالها بوزير التجارة والصناعة، وبحث معه تعزيز حركة التجارة والاستثمار بين البلدين، بعد انتهاء إجراءات التصديق على اتفاقية التجارة الحرة، الموقعة بين مصر، وتجمع الميركوسور، وفى 7 أكتوبر 2015، عقدت جولة مشاورات سياسية جديدة بين البلدين فى مونتفيديو، ترأس فيها الجانب المصرى مساعد وزير الخارجية لشئون الأمريكتين السفير محمد فريد منيب، والجانب الأوروجوانى نائب وزير الخارجية السفير جوزيه لويس كانسيلا، واستعرض الجانبان الوضع الراهن للعلاقات الثنائية، وسبل تعزيز، كما اتفقا على أهمية التنسيق بين مواقف البلدين، خلال فترة عضويتهما بمجلس الأمن لعامى 2016 و2017، وتضمنت زيارة الوفد المصرى أيضًا لقاءات مثمرة مع نائب وزير الدفاع، وأعضاء لجنة الشئون الدولية بالبرلمان الأوروجوانى . { وما جهود البلدين لتوثيق العلاقات الثنائية فى المجالات المختلفة ؟ { فى المجال الدبلوماسى، وجه وزير الخارجية سامح شكرى الدعوة لنظيره الأوروجوانى الجديد رودولف نين نوفوا، عقب تهنئته بمناسبة تعيينه وزيرًا لخارجية بلاده، لتعزيز العلاقات الثنائية، وبحث المزيد من سبل التعاون الدبلوماسى، فيما قام سكرتير رئاسة الجمهورية، المستشار الشخصى للرئيس الأوروجوانى بتمثيل بلاده فى احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة فى 6 أغسطس 2015. أما فى البحث العلمى، فقد أيدت أوروجواى، خلال أعمال الدورة الـ 59 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا ، فى 17 سبتمبر 2015، مشروع القرار المصرى بشأن تطبيق ضمانات الوكالة فى الشرق الأوسط، بكل فقراته، بما فيها الفقرة الثانية التى تطالب بانضمام جميع كل دول المنطقة لمعاهدة منع الانتشار النووى، وفى مجالات المجتمع المدنى، والنقل البحرى، أبرم البلدان صفقة مشتركة لتبادل التأييد فى ترشيحين عالميين ، فأيدت مصر ترشيح أوروجواى لعضوية مجلس حقوق الإنسان، للأعوام من 2019 إلى 2021، وبالمقابل أيدت أوروجواى ترشيح مصر للمنظمة البحرية العالمية ، عن الفئة الثالثة، للأعوام، من 2016 إلى 2018. { كيف ترون أهمية اتفاقية التجارة الحرة التى أبرمتها مصرمع تجمع الميركوسور ؟ {{ أبرمت مصر تلك الاتفاقية المهمة فى 2 أغسطس من العام الماضى، وقد أنهت أوروجواى إجراءات التصديق على الاتفاقية فى منتصف ديسمبر من العام الماضى، ومع قرب دخول الاتفاقية حيّز التنفيذ، فإن أوروجواى، التى يوجد بها المقر الدائم للتجمع، ستعد بمثابة مدخل جيد لمصر لباقى دول الميركوسور، و القارة اللاتينية بشكل عام ، بالنظر إلى موقعها الجغرافى، المطل على جنوب المحيط الأطلنطى، بين كل من البرازيل والأرجنتين، واتباعها سياسات متحررة فى المجالين الاقتصادى، والتجارى، ومن المنتظر مضاعفة حجم التبادل التجارى بين البلدين، بعد دخولها حيّز التنفيذ. { وهل هناك اتفاقيات تم ابرامها مع أوروجواى؟ وما هى؟ {{ أبرم البلدان فى 2 يوليو 2015 بالقاهرة اتفاقية التعاون الاقتصادى والفنى، ومن المتوقع أن تدخل حيّز التنفيذ قريبًا، لتحل محل اتفاق التعاون الاقتصادى والفنى والمالى بين البلدين فى 28 يونيو 1990، ومعروض حاليًا على مصر مشروعى اتفاقيتين ، هما منع الازدواج الضريبى، والتعاون فى مجال الجمارك، قدمهما الجانب الأوروجوانى ، الأولى فى 19 أكتوبر 2012، والأخرى فى 7 أكتوبر 2015، وأتمنى من الجهات المعنية فى بلادنا سرعة الانتهاء من دراسة الاتفاقيتين، تمهيدا لإبرامهما، لما لهما من مردود إيجابى متوقع، على العلاقات الثنائية بين البلدين. { ما هو رد فعل أوروجواي تجاه العمليات الإرهابية التى تقع بين الحين والآخر فى مصر؟ {{ بالطبع، منذ بدء العلاقات بين البلدين، وهناك اهتمام كبير من الحكومة الأوروجوانية بمصر كدولة عريقة لها ثقل فى العالم، ومحيطها الإقليمى، وتتابع ما يحدث فيها، وقد أصدرت وزارة الخارجية الأوروجوانية ، خلال الشهور الأخيرة، عدة بيانات لإدانة العمليات الإرهابية، التى شهدتها مصر ، فى الفترة الماضية، وكان آخرها بيان شامل غير مسبوق ، فى 14 أغسطس 2015، أكدت فيه رفضها ، وإدانتها الشديدة لكل أشكال العنف، وأعمال الإرهاب ، فى مصر، وغيرها من دول العالم . { وكم عدد الجالية المصرية فى أوروجواى؟ وما مدى إقبال المصريين عليها؟ {{ لا يتعدى عدد المصريين المقيمين بأوروجواى 70 شخصًا، أغلبهم يعمل فى مجالى السياحة، والتجارة ، وهو عدد لا يتوافق مع أهمية أوروجواى كدولة بِكر، بها العديد من فرص الاستثمار، خاصة فى قطاعى الزراعة ، والمراعى، كما انتشرت أخيرًا الاستثمارات فى مجال الغابات، وصناعة الورق ، ويمكن أن يستغلها رجال الأعمال المصريون، ويتبقى تسليط الضوء إعلاميًّا على أوروجواى فى مصر ، للتعريف بها، وجذب مستثمرينا إليها ، فضلًا عن زيادة نسبة السياحة المصرية سنويًّا لها. { إلى أى مدى تحرص مصر على تصدير ثقافاتها وفنونها لأوروجواى؟ {{ منذ الثمانينيّات، ومصر تحرص على نشر ثقافتها، وفنونها، من خلال المركز الثقافى الإسلامى المصرى، الذى أشتراه السفير الأسبق أحمد حتاتة، مع مبنى السفارة، ودار السكن، إذ يستقبل المركز العديد من الكتاب، والشعراء، والأدباء، والفرق الموسيقية ، والغنائية المصرية، الذين تحرص وزارة الثقافة على إيفادهم لأوروجواى، فى المناسبات المختلفة، ثقافية، وفنية، لتصدير تراثنا الثقافى الفنى الثرى لهم، وآخرهم فرقة الموسيقى العربية بأكاديمية الفنون، التى شاركت أخيرًا فى مهرجان الفرانكوفونية، وحققت نجاحًا كبيرًا فى حفلها. { كيف يمكن توطيد الصلات بين البلدين بصورة أكبر مستقبلا؟ {{ نادينا سنوات طويلة بضرورة توجيه رحلات مباشرة من مصر للبرازيل، لتسهيل قدوم المصريين المسافرين لأمريكا الجنوبية، لأنه بعد الوصول للبرازيل، سيكون الانتقال سهلًا لأى دولة أخرى بالقارة ، وأتمنى أن تضع شركة مصر للطيران ذلك فى اهتماماتها، كما أطالب بإنشاء مكاتب سياحية بدول القارة ، وحبذا لو مكتب سياحى بأوروجواى ، فكل هذا سيرسخ لمصر ثوابت سياسية قوية ، ويدعم التبادل الثقافى ، والنشاط السياحى ، فى تلك المنطقة المهمة من العالم.