رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
لم تكن الحروب الكثيرة التى خاضتها مصر دفاعا عن حدودها الجغرافية فقط، وإنما كانت فى الأساس دفاعا عن الأمن القومى العربى، وحفاظا على المصالح العربية العليا، وبالتنسيق مع الاشقاء العرب. وجزء من هذا التنسيق كان طلب السعودية من مصر رسميا عام 1950 خضوع الجزيرتين للسيطرة المصرية؛ بسبب ضعف البحرية السعودية آنذاك، وعدم قدرتها الدفاع عنهما فى مواجهة إسرائيل وفي العام نفسه أخطرت القاهرة والرياض كلًّا من بريطانيا والولايات المتحدة بأنهما وبصفتهما الدولتين اللتين تسيطران على جانبي مدخل الخليج، فقد اتفقتا علي وجود القوات المصرية في جزيرتي تيران وصنافير، وبناء عليه فإن أي سفن تريد التحرك عبر مضيق تيران، يجب أن تخطر السلطات المصرية، وأكدت حينها منع السفن الإسرائيلية من التحرك. وبعد حرب ١٩٦٧ احتلت اسرائيل الجزيرتين حتى خاضت مصرحرب أكتوبر المجيدة وأبرمت اتفاقيات كامب ديفيد مع اسرائيل لتستعيد الأراضى المحتلة ومنها جزيرتا تيران وصنافير، ولكن وفق ترتيبات خاصة ما يهمنا فيها الفقرة الثانية من المادة الخامسة فى الاتفاقية التى تنص على: يعتبر الطرفان أن مضيق تيران وخليج العقبة من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكل الدول دون عائق أو إيقاف لحرية الملاحة أو العبور الجوى، كما يحترم الطرفان حق كل منهما في الملاحة والعبور الجوى من وإلى أراضيه عبر مضيق تيران وخليج العقبة.. وقد قامت السعودية خلال السنوات الأخيرة بترسيم الحدود بشكل نهائي مع كل الدول المجاورة لها مثل اليمن وسلطنة عمان والامارات والعراق والبحرين، وكان من الطبيعى أن تقوم بترسيمها مع مصر أيضا وتسترد وديعتها، وقد أكدت التزامها بالالتزامات المصرية الخاصة بالجزيرتين فى كامب ديفيد، وهو مايعنى أن المملكة الآن قد أصبحت من دول المواجهة مع اسرائيل. إن مصر لم تتنازل عن شبر واحد من أراضيها تحت أي ظرف من الظروف وظهر ذلك جليا فى مواقف كثيرة، وهو مبدأ ثابت لا نقاش فيها، لكن من غير المعقول أن نحرم اشقاءنا ايضا من التمسك بأرضهم التى تثبت كل الوثائق حقهم فيها، خاصة فى ظل حرصنا على إحلال الاستقرار في المنطقة، والتمسك بالعلاقات التاريخية المتميزة مع الأشقاء والتعاون لصيانة الأمن القومى العربى. لمزيد من مقالات رأى الاهرام