حديث اليوم
تصعيد ايطالى مرفوض

أعتقد أن من حق مصر أن تأمر بطرد السفير الإيطالى فى القاهرة وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أو على الأقل التلويح بذلك من أجل دفع الجانب الإيطالى لإدراك حقيقة مايفعله إزاء الشعب المصرى عندما يطلب التجسس على المكالمات الهاتفية لمليون مصرى أو أكثر بزعم أن ذلك قد يؤدى لكشف حقيقة جريمة قتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى فى بداية شهر فبراير الماضى .

إن مايفعله الجانب الإيطالى من تصعيد ضد مصر لايمكن أن يقبله المصريون، والمؤكد أننا جميعا نتعاطف ونتمنى معرفة الحقيقة كاملة ومحاسبة المخطئين ايا كانوا، ولكننا لانقبل ان يتم ذلك على حساب كرامة شعب بكاملة خاصه مع تردد أنباء عن رغبة المحققين الإيطاليين فى استدعاء مواطنين مصريين وبينهم رجال أمن لاستجوابهم فى روما رغم ان القاهرة لم تمانع فى التعاون ولكن على الأراضى المصرية .

وبغض النظر عن أن هناك معلومات تتردد حتى فى إيطاليا نفسها عن أن ريجينى كان يعمل مع اجهزة مخابرات وبغض النظر عن انه خرج عن مقتضيات عمله كباحث وكان يقوم بكتابة تقارير صحفية بأسماء مستعارة تصب جميعها ضد الدولة المصرية إلا أن المؤكد أن من حقه أن نكشف حقيقة الجريمة ونحدد الجناة حتى ولو كانوا من موظفى الدولة ونحاسبهم بقسوة ولكن ليس من حق إيطاليا أن تعاقب شعبا بكامله بسبب شخص واحد ناهيك عن انها قصرت وأهملت فى كشف حقيقة اختفاء المواطن المصرى عادل معوض فى روما منذ شهور طويلة .

وإذا كان الايطاليون يعتقدون أنهم يمكن أن يعاقبوا مصر اقتصاديا بسحب السفير من القاهرة فإننا يمكن ان نرد عليهم بالطريقة نفسها ولكن يبقى القرار للحكومة المصرية حسب تقديرها للموقف .