قبل العاصفة
مصرع ريجيني .. وغزو العراق

قبل يومين فقط حلت الذكرى الثالثة عشرة لاحتلال القوات الأمريكية العاصمة العراقية بغداد بعد غزوعدوانى غيرمبرربمشاركة قوات من الدول الأوروبية من بينها ايطاليا التى سارع رئيس وزرائها آنذاك بيرلسكونى إلى سحب قواته لاكتوائها بنيران المقاومة العراقية,ليس المقصود بهذه المقدمة إيجاد رابط مفتعل بين غزوالعراق ومصرع الباحث الإيطالى ريجينى أوترويج مبدأ واحدة بواحدة ولكن فقط هى للتذكيربالجرائم الكبرى التى ترتكب وتؤدى إلى تدميرأمم وتفتيت دول -على غرار ما يفعل الغرب معنا- نتيجة معلومات مغلوطة والإصرارعلى اتخاذها ذريعة لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية, هذا ما فعلته واشنطن والدول الغربية تجاه العراق باصرارها على امتلاكه أسلحة دمارشامل ورغم الأدلة العديدة التى أكدت زيف الاتهامات الأمريكية-الغربية إلا أن قوى الشرأصرت على غزوالعراق وتدميره وتشتيته حتى اليوم, وبعدما أتضح زيف هذه المعلومات وكذب الاتهامات اكتفت بعض الأطراف بإبداء الأسف, رغم أنه كان ينبغى محاربتهم بوصفهم مجرمى حرب ولكن ما علاقة ذلك بريجينى الإيطالي,الرابط فى دقة المعلومات, فمن الواضح أن الجانب الإيطالى يعيش فى تصورات معينة ولا يريد أن يطرح لها بديلا ويستند إلى أقوال صحف وتسريبات معلوماتية – كما حدث فى حرب العراق – بأن ريجينى ضحية لتعذيب أجهزة الأمن المصرية,ويستند أيضا إلى هذا المشهد المؤسف من التخبط المصرى فى التعامل مع ملف الأزمة,هذا صحيح بشكل تام ولكنه لا يقيم دليلا على الدولة المصرية, فسوء إدارة الأزمات عادة مصرية مزمنة,وأقرب الأمثلة قضايا خالد سعيد وشيماء الصباغ والسيد بلال,ومن قبل قضايا أكيلى لاورو واختطاف طائرة مصرللطيران لإيطاليا عام 86, وهذه نماذج على سبيل المثال لا الحصر لسمة مصرية أصيلة لكل من يتابع الشأن المصرى بدقة,ومن ثم تلك الكلمات ليست دفاعا عن أحد ولكنها حرص على دقة المعلومات حتى لا تتكررالكوارث المبنية على أكاذيب كغزوالعراق.