عام دراسى طويل يدخل فيه عادة الأبناء بكل حماس على المذاكرة والتحصيل.. وما أن تقترب فترة الامتحانات حتى يصيبهم الملل، وذلك نتيجة قضاء وقت كبير فى الدراسة والمراجعة، وقد يصيبهم أيضا نوع من القلق الذى يسبب اضطرابا فى الحالة النفسية وتوترا يؤثر على تحصيلهم.. فما الحلول؟ وما هو دور الأسرة لإعادة الهدوء والسكينة الى نفوس أبنائها للخروج بأفضل النتائج؟ الإجابات على هذه الاسئلة فى السطور التالية.
يقول د . أحمد يحيى أستاذ علم الاجتماع ، إن السرحان والملل والنسيان أهم المشكلات التى تصيب معظم الطلاب، وللتخلص من السرحان لا بد من إتباع جدول زمنى للمذاكرة، واختيار مادة واحدة فى كل فترة منها، وأن تفصل بين المادة والأخرى فترة للراحة لا تقل عن 15 دقيقة، مع جمع كل ما يحتاجه فى المذاكرة حوله، من كتب ومذكرات وأقلام وأوراق، مع القراءة بصوت عال وتسجيل ما يتذكره من المذاكرة.
أما الملل من المذاكرة نتيجة طول السنة الدراسية فيمكن التغلب عليه بأن يبدأ الطالب بمذاكرة المادة التى يفضلها، مع تغيير مكان المذاكرة، والقيام ببعض التمارين الرياضية، والحرص على الخروج إلى مكان مفتوح به هواء متجدد، أو سماع موسيقى هادئة، وتجنب التفكير فى أمور أخرى تشغله عن المذاكرة.
ويعتبرالنسيان من الانفعالات السيئة شديدة الارتباط بالقلق والتوتر، وهنا يوجه د.يحيى الطالب ويقول: لا بد للطالب أن يثق بنفسه، ويتعلم آلية التحكم فيها، وأن يحدد العناوين الرئيسية فى كل موضوع يذاكره، مع فهم كل جزء منه قبل أن يحفظه، وبعد الانتهاء من المذاكرة يجيب عن بعض الأسئلة المرتبطة به ويكتبها وينصح د. يحيى بالآتى: لا تذاكر وأنت مرهق، واترك الفرصة لنفسك لكى تستريح كل فترة، أما أفضل طريقة للمذاكرة فهى تقسيم الوقت الى فترتين، وتدوين أهم النقاط بجانب القراءة مع وضع برنامج محدد لمراجعة الدروس التى تمت مذاكرتها، والبدء فى المراجعة النهائية قبل موعد الامتحانات بوقت كاف تجنبا للشعور بالخوف من عدم إتمام عملية المذاكرة والمراجعة، والتدريب على طريقة الاختبارات حتى لا يكون شكل الامتحان مفاجئا، مع مراعاة الجلوس فى الوضع السليم فى أثناء المذاكرة بأن يكون الجذع معتدلا وتكون المسافة بين العينين والكتاب أثناء القراءة بين 30- 35 سم.
ويؤكد د. محمد سمير عبد الفتاح أستاذ الطب النفسى أن الطالب يعيش فى فترة الامتحانات حالة من الضغط النفسى، الشديد، لأنه يشعر بأنه محاصر من المواد الدراسية من جهة، ومن الأهل والأسرة من جهة أخرى خاصة وأن كثيرا من الأهالى يهتمون فقط بتفوق أبنائهم، متناسين قدراتهم، وفى الوقت نفسه تعيش الأسرة نفس الحالة من القلق والترقب، رغبة منهم فى أن يحقق الطالب طموحاتهم، وهنا ينبغى تأكيد ضرورة التزام الهدوء لأنه من العوامل المهمة على اجتياز فترة الاختبارات بأمان، ويقع على عاتق الأسرة والوالدين بالأخص دور كبير فى مساعدة أبنائهم على اجتياز تلك الفترة بإبعادهم عن أية مشكلات قد تضعف تركيزهم.
أما عن أفضل الطرق للاستذكار، فيرى أنه لا بد أن يبدأ الطالب المذاكرة بنشاط وأن يقنع نفسه بأن ما يقرأه يضيف له معلومات وليس مجرد واجب، كما يجب وضع جدول مكتوب للمذاكرة وتنظيم الوقت، لأن الجدول يعطى النفس استعدادا نفسيا للمذاكرة والاستيعاب، ويجب الموازنة بين فترات الاستذكار والراحة، ويجب تهيئة مكان جيد للاستذكار مع التهوية والإضاءة المناسبة، والابتعاد عن كل وسائل الإزعاج، وسبل تشتيت الذهن وما يؤثر على الأعصاب، ولضمان عدم النسيان يفضل عدم مذاكرة مادتين متشابهتين على التوالى، كما يجب الحرص على أهمية النوم وعدم السهر، خاصة فى الليالى السابقة للامتحان لأن السهر يبدد المعلومات ويؤدى إلى تشتت الذهن، مع ضرورة الابتعاد عن المنبهات والاهتمام بالصحة والتغذية الجيدة، ولا مانع أن يستمع الوالدان الى الإبن ، ليشرح لهما ما فهمه كوسيلة تدريبية على الفهم والحفظ.
رابط دائم: