رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ومضة
المختطف الأبله

لأول مرة أشاهد مختطف طائرة يهبط خلف الركاب رافعا يديه مستسلما بغير شروط، ويتحدث عنه الطاقم والركاب بأنه رجل متعاون ومطيع، وحديث بالصحف العالمية يصف الحادث بالمزح السخيف، والخاطف الأبله الذى سمح للمخطوفين باستخدام هواتفهم المحمولة ويطلب مشروبا ساخنا،وتدلل الصحف على هبله المفرط بنشر صورة سلفى التقطها معه شاب إنجليزى أثناء عملية الخطف!. وفى غضون ساعات يتكشف السيناريو الهزلى لرجل اقترب من الستين من عمره ويعانى من وساوس قهرية دفعته لعمل تمثيلية باهتة بحزام وهمى ادعى أنه ناسف مما جعل طاقم الطائرة يمتثل لأوامره ويتوجه الى مطار لارنكا بقبرص وأعلنت السلطات القبرصية أن الخاطف يعانى من اضطرابات نفسية وردود أفعاله غير متزنة وترجح إصابته بمرض عقلى أو خلل نفسى، والحادث لا علاقة له بالأمن أو الإرهاب، وهنا تنفسنا الصعداء فقد نجونا من الحادث وتوابعه.

ولكن لم يعجب السلطات المصرية هذا التحليل وكأنها ترفض هذا الاستنتاج الذى يعد الطريق الأوحد لإنقاذ سمعة مطاراتنا وطائراتنا أمام السياحة التى لم تفق من كبوتها، وانتهجنا سياسة «اعمل من الحبة قبة» فإذا ببيان من وزارة الداخلية يؤكد أن الخاطف متهم جنائى خطير وله صحيفة سوابق متخمة بـ16 قضية تزوير ونصب وسرقة وهروب من الحبس، ثم تقارير إلى جهة التحقيق فى قبرص تؤكد أنه لم يعان من ثمة أمراض نفسية أو عقلية، وأن محاولات ادعائه بمعاناته من اضطرابات نفسية مجرد حيل واهية للإفلات من العقوبة، وأنه اعتاد تناول العقاقير المخدرة والخمور.

وخرجت البيانات فى عناوين الصحف وصدر نشرات الأخبار تؤكد إنقاذ 62 راكبا، وتحرير كافة الرهائن دون خسائر فى الأرواح، والطائرة المصرية المخطوفة لم تصب بأى أذى فى إصرار غريب ومدهش على تضخيم الحادث.


لمزيد من مقالات خالد الاصمعى

رابط دائم: