رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«اليســـــــــــارجية»

عندما وصل الرئيس السيسي للحكم جاء مدعوما بعشر قوي عريضة في مقابل قوة واحدة خسرها من الاخوان ، كان يؤيده تيار

ثورة يناير بمعظم أطيافه ومدعوما بما كان يسمي الفلول ثم المؤسسة العسكرية الوطنية حارسة الشرعية ومؤسسة الشرطة والسلفيين ومعهم المؤسسات الدينية ( الأزهر والكنيسة) و مؤسسة العدالة وغالبية المجتمع المدني والنقابات المهنية وباختصار كانت مصر حاضرة بكل أطيافها في 30 يونيو ومشهد العقد الاجتماعي والسياسي في 3 يوليو وكان يمكن البناء علي تلك القاعدة الجماهيرية العريضة التي تشكلت تلقائيا في لحظة نادرة ومبهرة وكان يمكن ان تستمر حتي جاء فصيل واحد ليس له ادني رصيد في الشارع او الحياة الحزبية باعتلاء منصات الجمهورية الجديدة وبدا أن نفرا محدودا من اليسار هم من يتصدرون المشهدين الإعلامي والسياسي في تعويض لذاتهم المهزومة.

تعبر كل تجاربهم السياسية والتنظيمية والفكرية (إذا كان لديهم فكر) صحيح أن جزءا من حضورهم يتم بصورة رسمية من الدولة وهذا حقهم ولكن بصورة لاتتناسب مع حجمهم ووزنهم النسبي سواء في الشارع أو الحياة السياسية خاصة بعدما انتهي الفكر القومي الي تقسيم المنطقة واحتلالها وتشريد شعوبها ، وكشفت الأحداث عبر نصف القرن الماضي خيانتهم للفكر الذي ظلوا يناضلون من آجله... خذ مثلا الثورة التي ظلوا يدعون لها ويبشرون بها وقعت في خمس دول جماهيرية وعندما نزلت الجماهير للشوارع كانوا هم يناضلون في المقاهي وكان سكان الزمالك والقطامية وجاردن سيتي ومصر الجديدة أكثر ثورية وطهر من كل جنرالات اليسار الذين تفرغوا للشوشرة علي المنتصرين وهم يتسكعون في بارات الاشتراكية وفضائيات البرجوازيين وربما كانوا هم أكثر من قطفوا دولارات بساتين الامركة ، وباختصار تجد ثلة من اليسار مرتبطا بمؤسسات رأسمالية بما يتنافي تماما مع منطلقات اليسار التي تؤسس لعداوة تاريخية مع رجال الاعمال ولم يجرؤ احد منهم علي نقد الذات وإجراء مراجعات للواقع ألذي دمروه بعد أن لوثوه بهزيمة شاملة سياسية وعسكرية ويكفي أن التجربة الناصرية ثرثرة لا اكثر وأنتجت الفشل في كل موقع وطئته ، بل ان الفشل صاحب اي نشاط اعلامي أو حزبي او تنظيمي ولعل الظرف السياسي الراهن يعتبر حالة نموذجية لفضح مثقفي اليسار في الهرولة نحو السلطة اذا أظهرت لهم اي قدر من الود ويفضح ايضا التشفي الايديولوجي في خصومهم التاريخيين حتي ولو لم يبذلوا أي قدر من المواجهة معهم بل هم مثل تجار الجثث الذين يجلسون في المقابر ينتظرون وصول الجثة للاتجار بها ويبرر منظريهم ذلك منذ الأيام الأولي لـ25 يناير بالمنطق الجدلي القديم ظنا منهم ان الجيش سيقضي علي الإسلاميين ويقضي الطرفان الخصمان علي بعضهما لكي تسقط الثمرة بالموالسة في يدهم مجاناوهو مايفسر كل المواقف المرتبكة لهم مع المجلس العسكري احيانا ومع الاخوان احيانا اخري ولهذا كنّا نري نخبة اليسار يتراقصون طربا بنفس الحماس وهم مع مرسي في فيرمونت وعلي قوائم الاخوان في انتخابات البرلمان ، أو وهم مع جبهة الإنقاذ أو المجلس العسكري أو وهم مع النيوليبرالية وفي كل المراحل جندوا أقلامهم ونجحوا في التكيف مع السلطة وما كانوا يدينون به اسلافهم في عصر مبارك باتوا يمارسونه بترخيص اكثر وتراهم سكاري بلقاء السلطة وما كانوا يدينون به خصومهم الاخوان بالتمكين والأخونة أصبحوا يدافعون عنه وكسر عنق المنطق مادام يحقق لهم شهواتهم في التمكين من مؤسسات الدولة الثقافية والإعلامية ولا يمنعهم الحياء من تصفية حساباتهم التاريخية والشخصية من الأنظمة السابقة بوضع انتقادات علي لسان السلطة الحالية رغم علمنا بتعفف الرئيس عن استخدام الألفاظ الخشنة تجاه حتي خصومه وبرغم حضورهم الدائم ،اشتكي الرئيس مرارا من غياب التواصل وربما كان السبب في غياب كثير من الأصوات العاقلة واختفائها من المشهد إما لعدم وجود تنظيم سياسي يعبر عن الأغلبية من الوسطية المصرية أو لاحتفاء السلطة بالأقلية درءا لأقلامهم ومنابرهم الصاخبة، ومن دروس التاريخ المهمة في سقوط دولة بني أمية قيل بسبب انفصال الرأس عن الجسد وتقريب الخصوم مهابة بأسهم واستبعاد الاصدقاء استهانة بهم.



ببساطة
<الأهم الآن تجديد الخطاب الحكومي.

< المشكلة ليست في الفبركة ولكن في رداءة السيناريو والإخراج.

< أشك في حصول عدد من الفقهاء الدستوريين علي ليسانس الحقوق.

< ثارت مصر كلها علي التوريث الا في عقود الايجار.

< استنكروا محو نوبل البرادعي وسارعوا بمحو مبارك من طابا وأكتوبر.

< الوزراء يحفظون نفس التصريحات مع كل وزارة جديدة.

< محظوظ هشام جنينة خرج بافضل صورة تشرفه.

< احتل الإغريق طروادة بالخيل وفعلتها أمريكا مع العرب بالحمير.

< دولة العدل ابقي من دولة الأمن.

< مصير بيان الحكومة سيكون شهادة صلاحية للبرلمان.

< جهود الوزيرة سحر نصر تفضح كسل زملائها

لمزيد من مقالات سيد علي

رابط دائم: