رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

استغرقت مناقشتها 4ساعات : أول دكتوراه بالأزهر عـن فن المقال عند فاروق جويدة

عبدالحسيب الخنانى:
فاروق جويدة
الشاعر الكبير فاروق جُويدة صاحب العمود اليومى الشهير بالأهرام «هوامش حرة» استطاعَ أن يُخرجَ للحياةِ الأدبيةِ خلاصةَ تجاربِه؛ فِى قوالبَ شعريةٍ، وأخرىَ نثريةٍ. وقد وجدت إبداعاتُه الشّعرية دراسات أكاديمية عديدة بالجامعات المصرية والعربية،بل والأجنبية، بلغت نحو 13دراسة. أما إبداعاته النثرية وخاصة مقالاته - فلم يتوجه إليها الباحثون.

ومن هنا فإن الدراسة العلمية التى ناقشتها كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر يوم الخميس (14/1/2016) للباحث محمد أحمد حامد عبدالصمد تعد أولى الدراسات الجامعية فى هذا المجال حيث تناولت «فن المقال عند فاروق جويدة» ونال بها الباحث درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى بعد مناقشة ساخنة استغرقت 4 ساعات، وتشكلت لجنة المناقشة من أساتذة الأدب والنقد بالجامعة الدكاترة إبراهيم محمد قاسم،وحسنى محمد عازل، وعبادة إبراهيم، والدكتورعوض الغبارى رئيس قسم اللغة العربية بكلية آداب جامعة القاهرة مناقشا من الخارج.

أوضحت الدراسة أنَّ المقال عند جويدة جاء سلاحا قويا، يدافع به عن الوطن والمواطن، ويواجه القهر والاستبداد، ويقتحم كثيرا من مشكلات الحياة، ولقد أدخله ذلك فى معارك مقالية مع آخرين مختلفين معه، وجاءت هذه المعارك بين الرأى والرأى الآخر دون تعرض للأشخاص. وأكد الباحث تعاون المقال والشعر عنده وتكاملهما فى توصيل رسالة الكاتب، وكأنه حين يكتب المقال، ينظم قصيدة شعر؛ فأسلوب المقال يحفلُ بتنسيق التعبير الممزوج بإحساسه فى ربط جميل بين عقله وذوقه ويتميز بحسن اختيار الكلمات المعبرة عن الحالة التى يعيشها.وعندما يتبع مقاله بشيء من شعره، فإنه يأتى تؤكيدا لما يحتويه المقال، أو تحذيرا من عواقب معينة.

وأسلوب فاروق جويدة يناسب الواقع، ويبتعد فيه عن التكلف، هدفه الأول أن يصل المعنى للقارئ، ينوع فى أسلوبه بحسب موضوع المقال، فتظهر عاطفته وهاجة فيما يتعلق بالأمور الدينية والوطنية، ويوازن بين العقل والعاطفة فيما يتعلق بأمور الحياة، ويجنح إلى لغة العقل والأرقام حين يكتب فى الاقتصاد. وأظهرت الدراسة حرص فاروق جويدة على أن يأتى بناء اللفظ متناسبا ومتناسقا، وأن تكون الكلمة جارية على العرف العربى الصحيح، مراعيا اعتدال الكلمة، وحسن وقعها على السمع، ومناسبتها لموضوع المقال وظروف عصره، فجاء المعنى متميزا بالوضوح والترابط. وهو يدعم معانيه بقوة الحجة؛ حيث إنه يتعرض لقضايا عامة وخاصة معتمدًا على أدلة، وحقائق، ووثائق، وشهادات، وواقع يؤيده. وقد أحسن استخدام أدواته التى شكلت صوره المختلفة النابعة من الواقع الاجتماعى الذى يرى متناقضاته وكان يدفعه فى بعض مقالاته إلى السخرية من تلك المتناقضات. جاءت الدراسة فى ثلاثة أبوابٍ بين مقدمة وخاتمة.حيث ألقت المقدمة الضوء على موضوع البحث ومنهجه وتناول الباب الأول سيرة الشاعر ومسيرته,وفن المقال عنده، بينما ركز الباب الثانى على الأنماط المقالية بين الذاتى والموضوعى،

وجاء الباب الثالث الخاص بالدراسة الفنية متناولا البناء الفنى للمقال عند فاروق جويدة. بين العنوان والمقدمة والموضوع والخاتمة والعلاقة بين عناصر المقال).والخصائص الفنية التى تشمل: الألفاظ والأساليب، والمعاني، والمواءمة بين الأصالة والمعاصرة، ثقافة جويدة وأثرها فى مقالاته، السُّخرية والتهكم، الصور الفنية.ثم كانت الخاتمة خلاصة موجزة للبحث، ونتائجه، ومقترحاته.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق