رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

عند مفترق الطرق
مصر تغسل «بطنها»!

يحدث هذا دائما: بعد أن تجرى الشعوب «جراحاتها» الكبري، سواء فى انتفاضاتها وهباتها أو ثوراتها، تركن إلى الراحة، وتدخل فى مرحلة «نقاهة» ضرورية، حتى تتعافى من الجروح والحرائق والخسائر، وهى مرحلة قد تطول أو تقصر، حسب الاستعداد العام، وتوافر الشروط الملائمة لتجاوزها، والعودة إلى الحياة الطبيعية.

مراحل «النقاهة» عادة ما تكون محفوفة بالمخاطر، ومسكونة بالمخاوف، وتصاحبها أعراض تثير القلق، وتبدد الثقة والأمل، وتدعو إلى الحسرة على التضحيات الكبري للشعوب، التى لم تحقق أحلامها، ولم تحدث التغيير المطلوب، وأخطر هذه الأعراض التى قد تهدد بفشل مرحلة النقاهة، وربما بحدوث «انتكاسات» كبري، هى تضخم وتفاقم وازدياد أعداد الحكماء والرعاة والأطباء والمنظرين، وأدعياء الأفضال والأدوار «المهمة»، الذين يجثمون على صدر المجتمع، بعد أن استغلوا الفوضى والفراغ فى القفز على أعناق الجميع، بسفالة وانتهازية وأكاذيب رخيصة.

تحتاج المجتمعات أن تواجه أعراض فترة النقاهه، بعملية مؤلمة ومزعجة، بأن تقوم بتنظيف «معدتها»، أو بالتعبير الشائع «غسل بطنها»، حتى تتخلص مما يثقلها من مخلفات، ومن سموم تهددها، وتؤخر حركتها ونهضتها، وتقزم قامتها، وتخصم من رصيد هيبتها واحترامها ووقارها، وتجعلها مستباحة لـ «ديدان» الأرض، تنهشها بلا رحمة.

أحسب أن مصر فى حالتها الراهنة، تقوم بغسل «بطنها» كلما دعت الحاجة، وهى عملية يجب ألا تقتصر على المسئولين فقط، وإنما يجب أن تجرف معها، كل الأفكار البالية والسياسات العقيمة، وكل الأوهام والأصنام التى كادت تفتك بها.

واحسب أيضا أن «البدن» العام، يحتاج فى أثناء هذه العملية، إلى جرعات كبيرة من السوائل، حتى يستعيد عافيته ونضارته، ويقوى جهاز مناعته ، وهى جرعات من الحريات والحقوق العامة

> فى الختام: يقول الله تعالى فى كتابه الكريم: «وما يعلم جنود ربك إلا هو».

[email protected]
لمزيد من مقالات محمد حسين

رابط دائم: