رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

السعودية ومصر وقيادة الأمة العربية

المتابع لعلاقة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية يخرج بتصور واحد، وهو أن هذه العلاقات مهما مرت بمطبات صغيرة أو كبيرة فهى تظل قوية ومتينة ومؤثرة تأثيرا مباشرا على وضع الأمة العربية والإسلامية، وفى خلال الفترة الماضية ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة مصر، وما مرت به من ظروف صعبة بل حرجة، كان للمملكة دور كبير ومهم فى الوقوف إلى جانب مصر وهذا غير مستغرب بل هو المتوقع، وكان للملك عبد الله موقف تاريخى قدره وثمنه الشعب المصرى وقياداته على مر الزمن، فحينما زار السادات إسرائيل عملت بغداد ودمشق فى مؤتمر قمة بغداد المشهور على الضغط على المملكة لإلغاء عقود جميع المصريين العاملين بالمملكة من جميع الفئات من أطباء ومهندسين ومعلمين وعمالة، وهم يشكلون فى تلك الفترة عددا كبيراً، وذلك للضغط على الحكومة المصرية فى حال عودتهم اقتصاديا واجتماعيا لما يكون له أثر بالغ على المجتمع المصرى.

ولكن القيادة السعودية برئاسة الملك خالد وحضور الامراء: فهد وعبد الله وسلطان ونايف و سعود الفيصل رحمهم الله والملك سلمان حفظه الله، وكان القرار التاريخى: الشعب لاعلاقة له بالزيارة، وقبل ذلك الملك عبد العزيز مع الملك فاروق والجميع يعرف وصية الملك عبد العزيز لأبنائه (لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب) وفى زيارة معالى الاستاذ أمين هويدى وزير الاستخبارات المصرية فى عهد عبد الناصر لى بمكتب الحرس الوطنى بالقاهرة تحدث عن اللقاء التاريخى بين الملك فيصل والرئيس جمال عبد الناصر بمؤتمر الخرطوم حيث يقول:كنا فى انتظار الملك الحسن الثانى للصلح بين الزعيمين ونفاجأ بدخول الملك فيصل غير المرتب وكان العناق الحار جدا مما دفعنا للانسحاب من القاعة.

وموقف المجلس التنسيقى بين البلدين الذى يرأسه سمو ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء المصرى يؤكد الحرص على استمرار وتقوية هذه العلاقات والتى ستتوج بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لمصر قريباً، والذى أعتقد إلى حد الجزم بأنها زيارة تاريخية لن تنعكس إيجابيا فقط على البلدين، بل سيكون أثرها علي العالمين العربى والإسلامى.

ولعل المتابع اليوم لدورهما فى إعادة التوازن للمنطقة بعد مايسمى الربيع العربى يؤكد قوة نفوذهما وتكامل الادوار بينهما، بدءا بزيارة الملك عبد الله لمصر ولقاء الرئيس السيسى له على متن الطائرة، فى لقاء عالى الأهمية رغم قصر مدته الزمنية، وكأنه ـ يرحمه الله ـ ينفذ وصية والده الملك عبد العزيز.

المعطيات الحالية تفرض على الدولتين التأكيد على زمام القيادة خاصة فى هذه المرحلة المهمة والنوعية من تاريخنا العربى. الامر الذى يتطلب معه ضرورة وجود برامج مساندة للدور الرسمى السياسى من خلال مركز دراسات أو راصد يقوم على الدراسات التتبعية والاستشرافية لرصد تاريخ علاقات البلدين من القدم واستشراف ركائز القوة فى العلاقات المستقبلية بدعم بشرى من الأكاديميين والرموز الثقافية والفكرية والإعلامية، بحيث يشارك هذا المركز فى بناء استراتيجية للأمن الفكرى معتمدا على وسطية الدين الإسلامى المعتدل، ومؤسسا لثقافة عربية جديدة فى كيان مستقل فى عمله وقراراته، راسما ملامح اتجاهات فكرية معتدلة داخل المجتمعين السعودى، والمصرى، أملا أن يكون للأمير الشاب محمد بن سلمان بصمة فى ذلك، لثقة الجميع فيه، وعلاقاته القوية برجال الاعمال من خلال رئاسته للمجلس الاقتصادى ورئاسته للمجلس التنسيقى السعودى. ورغبته الصادقة لصون العلاقات العربية الإسلامية، وليثبت للعالم أننا لا ندعم الارهاب بل إن الأمة الإسلامية تسهم والدول المتقدمة فى خدمة وتطوير الانسان مسلما أو غير مسلم وهو ماسنراه فى زيارة خادم الحرمين الشريفين القادمة لمصر. أطال الله فى عمر خادم الحرمين الشريفين ووفقه لخدمة وطنه ومواطنيه والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية، ونكرر «لاغنى للعرب عن مصر ولاغنى لمصر عن العرب

مدير مكتب الحرس
الوطنى السعودى بالقاهرة سابقا


لمزيد من مقالات د. عثمان عبد العزيز المنيع

رابط دائم: