رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

محطات
درس المعلمة الفلسطينية

انتابتني مشاعر شتى حينما تابعتها على شاشات القنوات الفضائية تصعد فى زهو وفرح وحيوية وثقة بالنفس تدعو للدهشة

والاحترام، لتتسلم جائزتها من الشيخ محمد بن راشد رئيس مجلس الوزراء الإماراتى وحاكم دبى كأفضل معلمة فى العالم هذا العام التى تمنحها مؤسسة فاركى العالمية وقدرها مليون دولار، وتعتبر الجائزة أكبر جائزة من نوعها في العالم للمعلمين المتميزين الذين يقدمون مساهمات استثنائية..أدهشتنى خطوات حنان الحروب الواثقة، وتلك الابتسامة الجميلة التى تشع من وجهها، وتدعو للأمل والتفاؤل، وكأنها لم تأت من فصل بمدرسة فى بلد محتل يعانى منذ قرابة الـ ٧٠ عاما.

ونموذج حنان المشرق والمشرف يثبت أن الشخصية الفلسطينية والعربية تحمل بداخلها كل عوامل التحدى والتفوق والنجاح، ومن يراها وهى تتسلم جائزتها، لابد أن يتذكر معاناة شعبها وأقرانها الفلسطينيات اللواتى يرزحن تحت فوهات مدافع ودبابات الاحتلال الإسرائيلى.

دمعت عيناى لتلك الفرحة التى جسدت كل عذابات الشعب الفلسطيني، ففى تلك اللحظة أصبحت حنان نموذجا ورمزا فى زمن الضياع والانقسام الفلسطيني والعربى، فى زمن تراجعت وانزوت النماذج المشرفة فى عالمنا العربى. وجاء تفوقها كبارقة ألم فى ظل أوضاع عربية مظلمة بائسة، لترسل رسالة لكل مواطن عربى فى كل موقع أن الجهد والإخلاص والمثابرة فى العمل وتحدى الصعوبات هى طريق الخلاص من واقعنا الأليم، وسبيل التطور والتقدم.

لقد عمت الفرحة جميع الفلسطينيين على اختلاف مواقعهم وانتماءاتهم، وكأن الفرحة بتفوق هذه المعلمة يتغلب على الآثار التى خلفها الصدع بين القيادات في غزة ورام الله.

ويبقى أن على المؤسسات السياسية والتعليمية فى العالم العربى الاحتفاء ليس فقط بالمعلمة وحدها، لكن بكل تلاميذ وطلاب ومعلمى فلسطين ومؤسساتها التعليمية، لأن التعليم فيها أمضى سلاح على طريق التقدم والتحرير.

لمزيد من مقالات أسماء الحسينى

رابط دائم: