رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
ازعم بأنه لا توجد دولة فى العالم يفعل بها الإعلام ما يفعله الإعلام المصرى بأمن واستقرار بلده، فى اغلب دول العالم لا يوجد إعلام رسمى وآخر معارض، فالإعلام بمختلف انواعه يسعى فى المقام الاول والاخير للحفاظ على الامن القومى ومساندة الدولة داخليا وخارجيا وخدمة سياساتها العليا، واذا حدثت اى ملاحظات فهى تخدم اولا واخيرا سياسة الدولة. أما بالنسبة لمصر فنحن نفهم الإعلام فيها بشكل مختلف تماما لا يوجد له نظير فى أى دولة أخري، فبدءا من المذيع او المذيعة ان كان فى التليفزيون أو الراديو فلديهم ثقة عمياء، انهم وحدهم يمتلكون المعرفة ببواطن الامور ، وأنهم يفهمون بشكل غير مسبوق فى الامن والاقتصاد والسياسة والرياضة، بل ربما فى فن الطبخ ودونهم جهلة، بل انهم يفتحون النيران على بعضهم البعض أمام الشاشات بسبب ان هناك طرفا يفهم والآخر جاهل مع العلم انهم جميعا لا يمكن لهم ان يظهروا على شاشات التليفزيون يبثون سمومهم فى شعب نسبة الجهل به مرتفعة، وهو الامر الذى يجعل من هؤلاء الأبطال لدى بعض من طوائف الشعب. أما بالنسبة الى الإعلام المكتوب فهو الآخر أصبح يعيش فى غيبوبة فى ظل غياب المعايير وندرة المواهب وتدنى مستوى الدخول وخاصة فى الصحف القومية مما كان له الأثر السلبى على المؤسسات القومية وعدم قدرتها على مجاراة الاحداث وعدم مجابهة الإعلام المضاد، وبالنسبة للصحف الخاصة، فحالها نفس حال القنوات الفضائية فهى مملوكة لرجال الاعمال والتى تبحث عن مصلحتها الشخصية وعلى استعداد فى لحظة لبيع الدولة المصرية فى سبيل مصالحهم الخاصة. مجمل الحديث أن الإعلام المصرى بمختلف اشكاله اصبح عبئا حقيقيا على الدولة المصرية فى وقت كان يتطلب ان يقف بجوارها، اصبح يبث الاحباط، ويتصيد الأخطاء يقلل من كل انجاز، ويضخم التفاهات وكأن إعلامنا اصبح متآمرا علينا، يريد ان يسقط الدولة مرة أخرى فقد أسقطها من قبل، ولا يمكن ان ننسى ما فعله نفس الإعلاميين وقت حكم المجلس العسكرى وتأليبه للرأى العام على جيش مصر والنماذج واضحة ولا تحتاج لسرد، لذا وجب على الدولة ان تتنبه وان يتم اصدار قانون الإعلام بأسرع وقت ممكن، والا تتخوف الدولة من تهديدات فئة من اصحاب المصالح. لمزيد من مقالات جميل عفيفى