رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
ربما لم تشهد فترة من تاريخ مصر ما نشهده حاليا من تجرؤ وتبجح وتطاول على الأسس القيمية التى تقوم عليها ركائز المجتمع والدولة، وفى أى مجتمع، حتى تلك التى لا تؤمن بوجود الله هناك منظومة قيمية عليا للمجتمع والدولة بشرية أم إلهية، المهم أن هناك اطرا عليا تحدد العلاقة بين أطراف المجتمع والغاية من الخلق والكون وغيرهما من التصورات، ورغم الخلل الذى قد يصيب هذه الأسس إلا أننا لم نر من يطالب بإلغائها وهدمها وتجاوزها بدعوى أنها عطلت وتعطل الإبداع والتطور. وفى واقعنا فإننا، وضمن سياق الفوضى والانفلات، نرى الكثير من المظاهر التى تحولت الى مظاهرات، والآراء التى ترجمت واقعيا، وجميعها يدعو الى ترك الدين بل وإلغاؤه من المناهج التعليمية، وكذلك إلغاء دور الأزهر باعتباره المسئول عن انتشار حالات التطرف والإرهاب التى ضربت وتضرب المنطقة العربية دون غيرها ،ولسنا هنا بصدد تناول الدور التاريخى والإنسانى الدينى الوطنى بقدر ما نحاول الفصل بين النص والبشر ،ولكن لا يفوتنا أن نؤكد أن معظم رصيد مصر وقوتها الناعمة وتأثيرها الخارجى كان ومازال مرجوعا الى دور الأزهر، لقد فات الجميع أن هذه المؤسسة العريقة اتخذت وبنت دورها على عاتق «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه»، وأن نهضتها كانت ضمن سياق نهضة شاملة أساسها الظرف العام والدور الخاص للمؤسسات. ومن المؤكد أن هناك خللا ما، ولكن هذا الخلل يرجع الى الطبيعة البشرية بالدرجة الأولي، والمخططات الشاملة التى باتت واضحة للجميع بهدم أى مؤسسة قيمية، بل وإهانتها ضمن سياق إسقاط الأمة، فى الوقت الذى تشن الحملات لحقوق الشواذ وتفتح لهم الفضائيات وتفرد لهم الصفحات، وكذلك الحال مع منكرى وجود الله ومدعى حرية التفكير و الانحلال ، نعم هناك حاجة لتجديد العقول التى تتعامل مع الدين والنصوص لتستوعب لغة النص والعصر، لكن التجديد لا يعنى التشكيك والهدم، ولا يتم بين ليلة وضحاها، وإنما له مناهل كثيرة، وهو من رزق الله وترفقه بالأمة، وله رجاله الذين يجب أن يبحث عنهم ويرعاهم الحاكم. لمزيد من مقالات محمد الأنور