تمنينا فى هذا المكان الأسبوع الماضى إسقاط عضوية توفيق عكاشة من مجلس النواب جزاء على تجاوزاته التى صاحبت لقاءه بسفيرإسرائيل بالقاهرة .. وقلنا بالحرف الواحد نتمنى أن تحسم لجنة التحقيق أمرعكاشة خارج البرلمان حتى لا تتواصل لقاءاته مع حاييم كورين .. بالرغم من الحملات المعادية التى ننتظرها من إسرائيل بسبب لقاء أحمق وضع بلادنا فى حرج بلا داع, وضاعف من حالة الفرقة والارتباك فى شارعنا السياسي, وأضاع وقتا وجهدا على برلماننا المتخم بالقضايا والأعباء !!
وكما توقعنا حاولت بعض الجهات المعادية الاصطياد فى الماء العكر,وزعم بعضها أن الرئيس السيسى يصفى معارضيه, وجاء رد فعل إسرائيل غاضباً مستنكراً على لسان سفيرها كورين الذى وصف القرار بأنه غير عادى ويثير أسئلة كثيرة فيما يخص العلاقة بين البلدين ,ثم عاد محاولاً تغليف استيائه بعبارةٍ دبلوماسية قائلاً «ولكن هذه القضية مصرية وليست قضيتنا»!!
أما وسائل الإعلام الإسرائيلية فكان هجومها حاداً وصريحاً عندما قالت القناة السابعة بالتليفزيون الإسرائيلى «إن المصريين لا يزالون يكرهون تل أبيب بشدة, ويرفضون أى مبادرة لتطبيع العلاقات معها, ولا يرغبون فى أن تظل العلاقات السياسية القائمة جيدة», وأضافت أنه بالرغم من مرور عقود على توقيع معاهدة السلام بين البلدين فإن الرأى العام فى مصر يعتبر إسرائيل من أكثر الدول المعادية لهم مؤكدة أنه توجد شبكة معقدة للغاية من التفاعلات الشعبية ضدهم فى الشارع المصرى !!
على أى حال نحن لا نكترث كثيرا بردود أفعال الإسرائيلين الذين يعلمون جيدا حقيقة مشاعر شعبنا تجاههم سواء قبل لقاء عكاشة بسفيرهم أو بعده ,ويعلمون أيضا أن السبب هو تاريخهم الأسود الملوث بدماء شهدائنا ,وسياستهم العنصرية التى يمارسونها ضد أشقائنا, ومؤامرتهم الخبيثة التى يحيكونها ضدنا فى الخفاء والعلن .. ويكفينا أن إسقاط عضوية عكاشة قد ذكرهم بهذه المواقف الحقيقية ,وأكد لنا ولهم انحياز مجلس نوابنا لقضاينا القومية, وأعاد إليه بعض الشعبية ,ووضع حدوداً حمراء للتجاوزات البرلمانية لعكاشة وكل من هو على شاكلته !!
لمزيد من مقالات مسعود الحناوي
رابط دائم: