رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

قبل العاصفة
قلوبنا على السيسى .. ومعه

المسألة ليست حفاوة استقبال ولا بسط سجاجيد حمراء واصطفاف حرس الشرف ولاهى كذلك مظاهرالترحيب الحار والكرم الزائد فى إبداء العواطف والنوايا الطيبة، بالفعل وجدالرئيس السيسى كل هذه الأشياء خلال جولته الأسيوية فى كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية, ولكنه بالقطع وجد أشياء أخرى أكثر أهمية على رأسها الاستعداد الكبير للعالم الخارجى فى التعاون الفعال مع مصر فى مختلف المجالات التنموية استجابة لجهوده المخلصة ورغبته الجادة فى تحديث مصر وإخراجها من النفق المظلم الذى تمرمن خلاله وتحاول تجاوزه بأمان فى تلك المرحلة المصيرية من تاريخها, اتضح ذلك فى الجهود الضخمة التى بذلها الرئيس خلال المفاوضات والمباحثات والاجتماعات المتواصلة مع قيادات وفعاليات الدول التى زارها, الشيء نفسه فعله فى روسيا والصين ودول إفريقيا والدول الأوروبية والعربية التى زارها والأمم المتحدة من قبل, يُحلق الرئيس فى أجواء عالمية تبدى رغبة أكيدة فى الاستجابة لجهوده حتى ولو كانت هناك قوى خارجية تحاول عرقلة هذه الجهود وتعطيل المسيرة, ولكن وبحق ليس هناك ما هو أخطرعلى هذه الدولة مما يفعله بها أبناؤها ومؤسساتها من تصرفات يندى لها الجبين, ولا يستطيع عاقل أن يتصور أن هذه سلوكيات تصدرمن شعب يبحث عن الخلاص مما هوفيه والعبورمن عنق الزجاجة نحو آفاق أرحب وأكثراستقرارا, وكأن هناك أكثرمن طابور خامس أوخلايا نائمة أو دويلات داخل الدولة تتأمرعليها أكثرمن أعدائها, الحديث ليس عن بيروقراطية متوارثة ولاعن عقم فى التفكيرأوعجز فى القدرة على الإبتكار, ولكن فى تلك السلوكيات المشينة والقيم المهترئة التى تجعل من المشهد المصرى العام حالة مخزية لا تشجع أى سائح أو مستثمر أو رجل أعمال على أن تطأ أقدامه أرض هذه «البلاد الغريبة», هذه الممارسات تتورط فيها مؤسسات أمنية وتشريعية وإعلامية وسياسية وثقافية وفنية وأيضا رياضية, ومن العبث الشديد محاولة تصوير ذلك على أنه مشهد ديمقراطى أوحراك سياسى أومجتمعي, أنه مشهد فوضوى مؤسف يبدد كل جهود الرجل الذى يحاول إعادة بناء دولة متهالكة, ولكن شعبها هو من يضيع بأيديه فرصة أخرى تاريخية.


لمزيد من مقالات عمـاد عريـان

رابط دائم: