رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

وطننا
الدعايــــة الكرديـــــة

القدرة على التعايش مع الآخرين المختلفين عنا فى الدين أوالمذهب أواللغة، مازالت محل تساؤل، بالرغم ممن أننا نرى الدول الغربية المتحضرة تزدهر مع قبول الآخر وتتقدم بتقدمه.

هذه القدرة على التعايش مع الآخر من الأمور المطروحة فى علاقات العرب من الأكراد الموجودين فى «العراق وسوريا». فالروابط الدينية والتاريخية تؤكد أنه كلما كان هناك تعاون بين الطرفين تحققت انجازات لافتة مثل قيادة صلاح الدين الأيوبى ــ من أصل كردى ــ للجيوش وهزيمة الصليبيين الغربيين وتحرير القدس. وعلى الجانب الآخر، فإنه عندما يتحول طرف إلى قوة قمع للطرف الآخر، فإن هذا يبدد القوة المشتركة ويتحول كل طرف إلى أداة انتقامية من الآخر وتضيع عقود وعقود من الأزمان فى تنفيذ الاعتداء وفى رد الاعتداء.

والآن ،فى شمالى سوريا ــ التى زرتها قبل 18عاماً ــ نجد ميليشيا كردية تسيطر على مناطق تعتبرها أراضى كردية، فى حين يعتبرها السوريون العرب أرضاً للجميع. وتحمل السيطرة الكردية نوعاً من فرض الأمر الواقع بقوة السلاح وبالاستعانة بأكراد تركيا والعراق أحياناً. وهذه السيطرة وليدة ضعف الحكومة المركزية خلال السنوات الخمس الماضية .كما أنها نتيجة نجاح المناورات الكردية فى الاستفادة من الأوراق المتاحة بما فيها مساندة الحكومة السورية لحزب العمال الكردستانى فى إطار الصراع مع تركيا. فقد أنتج ذلك قوة مسلحة استعداداً لفرض الأمر الواقع الذى بات جزءاً منه التهديد بطرد بعض العرب السوريين من مناطق معروفة باختلاط أوتجاورالعناصر الكردية والعربية والتركمانية وغيرها .

لهذا ينبغى على الإعلام العربى أن يتجنب إطلاق أسماء كردية على مدن وقرى لها مسميات رسمية عربية أويشوه المجتمع العربى لصالح الكردى. وعلى الإعلامى أن يخرج من شراك الدعاية بالالتزام بالموضوعية فى معالجة الصراع بين الأشقاء فى المشرق على أنه يضر وأن التحضر وقبول الآخر هو الأفضل.


لمزيد من مقالات عاطف صقر

رابط دائم: