السيدة مرفت سيفين مواطنة مصرية تخرجت فى كلية التربية الفنية عام1993 جامعة المنصورة
والتحقت بالعمل منذ ذلك الوقت بسلك التدريس حتى وصلت إلى درجة وكيلة مدرسة الصنايع بالمنيا وعند ترقيتها تم نقلها مديرة لمدرسة بنى مزار الفنية للبنات وهنا قامت طالبات المدرسة بالتظاهر لرفضهن تعيين مديرة مسيحية للمدرسة فما كان من السيد وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا إلى أن ألغى تعيين السيدة مرفت سيفين استجابة لتظاهر الطالبات.
أردت أن أورد ملخصا لواقعة من أخطر ما يمكن وإن كان كل ما يحدق بنا هذه الأيام خطيرا إلا أن حكاية السيدة مرفت سيفين تدشن مرحلة نهاية الدولة من جهة وقيام حالة أو جزيرة داعشية بالداخل وفرض واقع وتواطؤ وزارة رسمية.
فى سنة 2011 ووسط مناخ التخطيط لاختطاف الدولة من عصبة الإخوان تم التراجع عن تعيين اللواء عماد ميخائيل محافظا تحت ضغط التظاهر أيضا أيامها فى ذلك التوقيت كانت إرهاصات أخونة الدولة المصرية.. الآن وبعد ما خاض الشعب معركة حقيقية لاستعادة الدولة من شراذم متخفية فى عباءة الدين تتكرر واقعة إرهابية ضد المواطنة المصرية مرفت سيفين لكونها قبطية ويتواطأ مسئول رسمى يمثل الدولة ويسحب التعين بسبب تظاهر طالبات المدرسة.
نحن أمام بداية أخرى لتقويض الدولة.. أو لنقل إن جيوبا داعشية كامنة فى الداخل الملاصق لجلودنا وأن جزءا النسيج يتولى مسئوليات فى قطاعات محورية فى الدولة لا نعرف بالضبط كيف يدير ولا إلى أى وجهة يأخذنا هذا مع افتراض منتهى حسن النية.
السيد وكيل وزارة التربية والتعليم اختفى بعد إلغاء تعيين السيدة مرفت سيفين ولم تفلح محاولاتها للقائه، طبعا لم نسمع صوتا عن ازدراء الدين المسيحى بل منتهى الازدراء لدين سماوى ولم يشمر واحد من مشايخ الدين الإسلامى عن ساعديه معلنا أن هذا مناقض والأهم والأخطر أن يتم هذا الإقصاء المتعمد لمواطنة مصرية لكونها قبطية وهو أحد تجليات الاضطهاد الدينى ولا ينتفض القانونيون ولا السياسيون ليس دفاعا عن مرفت سيفين ولكن دفاعاعن البلد وعن القيم التى يموت فى سبيلها يوميا مصريون وكأننا تنشيعهم ونواريهم ثرى بلد نسلمه طائعين لقاتليهم نعم عندما يلغى وكيل وزارة التعليم تعيين مرفت سيفين لانها قبطية و يتواطأ المسئول الرسمى باختفائه ورفضه مقابلة المواطنة المضطهدة بسبب دينها فنحن هنا نسلم البلد طائعين لقاتلى خيرة رجالنا الذين يدفعون بموت يومى ثمن و طن قومى ودولة لا يقصى فيها إنسان بسبب دينه
نأتى للكارثة المتمثلة فى أدمغة صبايا لم تتجاوز أعمارهن الخامسة عشرة أو السادسة عشرة. هذه محصلة دفن الرءوس فى الرمال وممارسات اقتصادية اجتماعية أدت إلى إقصاء فعلى لأغلب مصر وإخراجهم من سياق الحياة الفعلية المتوازنة إلى تخوم دينية مزيفة والمعركة التى تواجهنا كدولة هى أولا مواجهة جيوب داعشية كامنة فى أخطر قطاعات الدولة وأقصد وزارة التربية والتعليم وفرض القانون بهيبة وحزم دولة اختارت وقررت وتدفع الثمن. الرخاوة فى المواجهة بمدرسة بنات بنى مزار شجعت مدرسة الصنايع التى كانت بالفعل مرفت سيفين تعمل وكيلة لها منذ 2011 على أن يتظاهر طلابها رافضين تعيينها أو ترقيتها مديرة للمدرسة.. السكوت عن هذا ليس هزلا ولا تواطؤا لكنه لعب بمقدرات شعب ومصير دولة. مرفت سيفين التى يتم نحرها بإقصائها بسبب دينها عار ليس فقط على الدولة التى لا تكف عن مساندة صامتة لمن يرهبوننا بدعاوى ازدراء الأديان بل إنها تفضح ضعفنا فى المسعي.. هل نحن نرسل بأولادنا إلى مواجهة داعش فى سيناء لأننا رافضون توجهات داعش الاقصائية المزيفة للدين ولاننا نريدها دولة مصرية قومية.
كيف إذن لا نعى المصيبة التى يلخصها حالة مرفت سيفين.. لم أتكلم عن مسئولية الأزهر الذى تدخل لوقف برنامج.. لو كنت من الأزهر لتبنيت قضية مرفت سيفين وأظهرت أن ما يجرى تمسح بالإسلام هو تقويض ليس فقط للدولة ولكن لصحيح الدين.
الدولة.. قرار يطبق بحزم من الإسكندرية لاسوان.
الدولة الغارقة فى معارك الإعلاميين وأحذية مجلس النواب علها تدرك ان معركتها الأولى أن تواجه رخاوتها بالذات فى الأمور المفصلية الدالة ومرفت سيفين نموذجا.. والتعامل مع أدمغة الطالبات والطلبة بهذا الانصياع ليس مجرد ضعف لكنه مقامرة بالمصير وعدم محاسبة وكيل وزارة التعليم مفسدة إن لم يكن بكتريا تأكل فى جسد وطن.
لمزيد من مقالات ماجدة الجندى رابط دائم: