رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
سلوك اجتماعى، رغم ما ينطوى عليه هذا السلوك من خداع للنفس، وتكاليف مادية و اجتماعية ونفسية مدمرة، وإطلاق لروح التنافس الشريرة فى مجتمع ترتفع فيه طموحات الناس، بينما تقل فيه إمكاناتهم، فيظل الجميع فى حالة لهاث مستمر للحاق بمتطلبات، بعضها ضرورى ومشروع، وكثير منها يمكن الاستغناء عنه أو الحد منه على الأقل. الناس فى بلدنا ينفقون أكثر من دخولهم، ويستدينون لشراء كماليات يمكن الاستغناء عنها، ويحملون أنفسهم مالاطاقة لهم به فى سبيل الإنفاق على ما لا حاجة لهم به، والآباء فى تجهيزهم على سبيل المثال لأبنائهم للزواج، يعانون معاناة شديدة، فى جميع المستويات، ليس بسبب غلاء المعيشة والارتفاع الجنونى لأسعار السكن والسلع والخدمات، لكن أيضا بسباقهم وتنافسهم من أجل المظاهر ، والحصول على مقتنيات وأثاث ومفروشات وآلات أكثر من حاجة شابين مبتدئين فى مقتبل عمرهما، مما قد يكبل والد كل من العريس والعروس بالديون والهموم والأحزان. ولا يقتصر هذا الأمر على طبقة دون طبقة، فالجميع ينفق ويتظاهر بما فوق طاقته، حتى فى أقل مستويات السلم الاجتماعى، وهذا أمر لا يرضى الله، ولا يجوز فى ظل الأوضاع الاقتصادية الضاغطة للغالبية العظمى من أبناء شعبنا، التى تعاني الأمرين فى سبيل الحصول على لقمة عيشها، ولا أدل على ذلك من قضايا الأمهات الغارمات فى جميع أنحاء الجمهورية، اللاتى سجن بسبب ديونهن من أجل تجهيز بناتهن. ونحن جميعا مطالبون بالعودة لقيمنا القديمة، التى يعبر عنها المثل المصرى «على قد لحافك مد رجليك» فى كل ما هو كمالى، والبعد عن المظاهر والتكالب على كل ما هو غير ضرورى أو ملح، وتوجيه القدرات والإمكانات نحو الإنتاج، وليس بتبديده فى المظاهر الكذابة الخداعة، والانسياق نحو التفاخر والتباهى. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى