هو أحد جواهر الاهرام الخالدة، لن يجود الزمان بمثله بسهولة ،تمتع بشهامة أهل الريف ،وصلابة أبناء الصعيد ،ورجولة أولاد البلد ،وعزة نفس شديدة ،وقدرة بالغة على الصمت دون تكلف، وترفع عن الإساءة لأحد مهما حدث ،وعزيمة على تحمل أخطاء الآخرين والتضحية من أجلهم دون تظاهر لأن رجولته تمنعه عن البوح بأسرارهم ،فقد كان كتوما ساترا على عيوب البشر ،وحملت نفسه قدرة على العطاء بلاحدود. ظل محمد السعدنى مخلصا فى عمله بالأهرام دءوبا على تجويده، فقد عمل مديرا لمكتب الأهرام بالسعودية ثم نائبا لرئيس الدسك المركزى ثم رئيسا لقسم الأخبار ،ثم رئيسا للدسك المتخصص بالأهرام واستطاع أن ينجح بفضل صلابته وتمتعه بمهارة بالغة فى صياغة الموضوعات الصحفية ، وتحليه بمقدرة فائقة فى التعامل مع البشر بقاعدة المساواة .
تشعر مع محمد السعدنى أنه صديقك وأخوك ووالدك، فلديه نبل وحسن خلق وحنان صادق ، تعامل مع زملائه بطريقة مباشرة واحدة ،لم يعرف المناورة ،وترك الحب والكره جانبا،وتحمل تقلبات البشر بصبر بالغ دون أن تخرج من شفتيه كلمة أساءة لهم، وسعى للتعامل مع الجوانب الشخصية الطيبة فى المحيطين به بحكمة بالغة . أحس محمد السعدنى يقيمته الإنسانية وقدر عطائه فى العمل، ماجعل شرايينه تحمل دماء حارة، جعلت انفعالاته أحيانا حماسية وقوية،وفوق قدرته على التحمل، لكنه كان يتحامل على نفسه ويتألم فى صمت وكبرياء وعزة نفس ،وإذا زادت الضغوط عليه ينتقد بكلمات قليلة نافذة ،لايتجاوز فيها فى حق أحد ،ويكتفى بكلمات موحية تدل على شيم الكبار، رحل محمد السعدنى شامخا مثلما كان بعد رحلة عطاء رائعة للإهرام والإنسانية الراقية ونموذجا يحتذى به فى العمل، وأناجيه ليلا فى لحظات السحر داعيا الله، يارب تطرح بجوار قبر الحبيب شجرة تظلل على اللى كان فى يوم كالبستان.
لمزيد من مقالات عماد حجاب رابط دائم: