جاء فوز السويسرى انفانتينو برئاسة الاتحاد الدولى لكرة القدم كرسالة اطمئنان ـ على ما يبدو ـ إلى سويسرا دولة المقر، بأن ما حدث مع مواطنها جوزيف بلاتر وأعضاء عصابته من تدخل قضائى أمريكى ما هو إلا عقاب لشخص وليس لدولة، وهو عقاب يناله كل من حاول ويحاول أن يواجه الغرور الأمريكي، بأن تفوز دوله ( قطر 2022) تقل مساحتها عن أصغر ولاية أمريكية بشرف تنظيم كأس العالم، ويتفوق عليها الغريم التقليدى ( روسيا 2018) فى المضمار نفسه.
وعلى ذلك لم يكن فوز إنفانتينو مفاجأة لمتابعى انتخابات الفيفا، حتى أولئك الذين كان يحدوهم الأمل بقوة فى رئاسة عربية لأول مرة فى التاريخ لتلك المنظمة العالمية الكبري، ذلك لأن الفائز ( 88 صوتا فى الجولة الأولي، 115 صوتا فى جولة الإعادة ) كان قد جمع أصواته من كل أنحاء العالم وعلى رأسها أوروبا وبدعم واضح من الأمريكتين وعدد لا بأس به من آسيا وإفريقيا، فى حين تقلصت فرص منافسه الرئيسى البحرينى الشيخ سلمان بن ابراهيم ( 85 صوتا فى الجولة الأولي، 88 صوتا فى جولة الإعادة )، لأنه لم يحظ بإجماع كتلته الرئيسية فى آسيا وانقسمت من البداية بينه وبين منافسه السويسري، فى حين أوضحت جولة الإعادة أن الشيخ العربى لم يتمكن من زيادة حصيلته سوى بثلاثة أصوات، ربما تكون عربية ذهبت فى الجولة الأولى للأمير على بن الحسين الذى وقف وحيدا فى هذه الانتخابات وحاز 27 صوتا، وهو ما يقل بـ 50 صوتا عن نتائج منافسته لبلاتر قبل أقل من عام.
فى حين أن انفاتينو نجح فى الحصول على 27 صوتا زيادة فى جولة الإعادة، مما يؤكد أن أصوات الأمير العربى لم تكن معظمها عربية، وأن الشيخ العربى، قد نجح فى الاستحواذ على أصواته من نفس المعسكر الذى لعب به الأمير فى الانتخابات الماضية.
ولا اعتقد أن نزول مرشحين عربيين أثر سلبيا على كليهما، فكان من باب أولى أن يتأثر انفانتينو بنزول مرشح أوروبى (الفرنسى جيروم شامبين) مما يشير بقوة إلى أن الاقتراع كان موجها فى الأساس نحو شخص بعينه، لم يكن فى كل الأحوال الشيخ سلمان الذى تعهد فى الدوحة بضمان تنظيم قطر لكأس العالم التى من الممكن أن تكون الخاسر الحقيقى فى هذه الانتخابات. !!.
لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل رابط دائم: