الموت قارعة تصيبنا فى عزيز حميم وهاهى قد أصابتنى بموت أستاذى سامى رياض سفير الصحافة ومن أعيانها آداء وخلقاً ونبلاً وسخاء ونزاهة وزهدا،سأفتقدك مثلما افتقدت أبى وما زلت ، سأفتقد رجلاًعاش بالمبادئ ولها،حافظ على تقاليد الأهرام الراسخة الرائعة،كان بحق من »أصحاب الياقات البيضاء ».لمست فيك تجردك عن المنافع والأنانية،أذكر آخر يوم لك فى الأهرام رفضت أن تستقل سيارة المؤسسة وقلت لى عندما سألتك لماذا: »لم تعد من حقى »،فأعطيت درسا لمن حولك فى السمو والرقى بالنفس إلى مرتبة فوق مرتبة الأنانية الكريهة . فى تواضع جمٍ كنت تردد مبتسما أبيات إيليا أبو ماضى أنا:من أنا يا ترى فى الوجود ؟ وما هو شأنى وما موضعى ؟ أنا قطرة لمعت فى الضحى قليلا على ضفة المشرع سيأتى عليها المساء فتغدو كأن لم ترقرق ولم تلمع أنا نغمة وقعتها الحياة لمن قد يعى ولم لايعى سيمشى عليها السكوت فتمسى كأن لم تمر على مسمع .تأتينى الآن صورتك وأنت تضحك ملء فيك وتفرك فى يديك من البرد كلما اشتد فى الإسكندرية وتقول أين الحكومة لتنقذنا من هذا البرد .من حسن حظى أنك كنت أول وجه أقابله وأنا »باخطِى العتبة« فى الأهرام لأنك أزلت خوفى ورهبتى وكنت لى خير معين وموجه ومعلم ،سأفتقد صوتك ينادينى ويختصنى بـ«ست الناس ».لمسة وفاء وحق لك واجب الآداء عليَ حتى لانهدر تلك القدوة أن أذكِر أجيالا لم تلحق بك، لم تتعلم منك ما تعلمته أنا من احتفائك بالموهبة الصحفية ورعايتك لها ومساعدتها إلى أن تأخذ مكانها بين الكلمات ، ولم لا وكنت أنت من جيل الشباب الذى أتى به الأستاذ هيكل لإحياء الأهرام ثم أرسلك للنهوض بالإسكندرية وكنت أول مدير تحرير للمكتب. فى وداعك أعاهدك أن أبقى على مذهبك فى التجرد عن المنافع والمصالح الضيقة وأن أقف بجوار الموهبة لتستعيد الصحافة المصرية رونقها وبريقها .
لمزيد من مقالات سهيلة نظمى رابط دائم: