فجأة يتحول البشر من ضعاف النفوس، لمجرد تعارض مصالحهم، من الوقوف بجانب الدولة والشعب، للتيار العكسى والاستمرار فى تصدير الطاقات السلبية، بعد أن كان معظمهم يتحالفون مع أعداء الوطن ممن استولوا على الحكم تحت تهديد السلاح فى سنة ظلامية، وروجوا لمشاريعهم الوهمية الكاذبة، وأقنعوا الشعب بأن تجار الدين سوف يحولون مصر إلى جنة على الأرض، وإذ بهم يحولونها إلى ساحة للاغتيالات والتدمير .
العدو الحقيقى هو كل من كان شريكاً مع هؤلاء الذين أرادوا تدمير الأوطان، وكل من يريد إعادة عقارب الساعة للوراء، وكل من يتبنى الدفاع عن من خان وتآمر على الشعب، وكل من يتم استخدامه مقابل حفنة أموال، ليردد كلامهم، أو لا يرى شيئاً إيجابياً فى البلد ويركز فقط على أى قضايا سلبية والنفخ فيها حتى لو كانت فردية، ويتم التضخيم والإسقاط على مؤسسات الدولة بالكامل، ضمن خطة ممنهجة هدفها عدم تحقيق الاستقرار، وتصدير الخوف للناس من اليوم وغداً، لكى يتم تنفيرهم وإصابتهم بالإحباط لاستخدامهم وقودا مثلما حدث فى 2011.
فقد سيطرت هذه المجموعات من السياسيين والنخب الفاسدة والاعلام المهيج على الساحة، وتحول البعض ممن كانوا يسيرون مع الدولة للانقلاب عليها بل وتمادوا فى الهجوم على القوات المسلحة، ضمن الخطة التى وضعت لتفكيك الأْعمدة الرئيسية تمهيداً لإسقاط مصر، وشارك ساسة لهم أطماع سلطوية وبعض المرتزقة المدفوعين والمؤجرين ونشطاء ممولين وحكوميين لا يعرفون سوى لغة الولاء لمن يدفع لهم، وفشلوا جميعاً فى تحقيق رغباتهم وطموحاتهم، حتى استولت الجماعة الإرهابية على الحكم.
يحاول بقايا هؤلاء الفشلة من تلك النخب الكاذبة وإعلاميين وصحف لها أهداف وأجندات معينة أن ترتكب نفس حماقات الماضي، فيتم استخدام البعض عن الداخل والخارج لكى يروج أفكارا عفا عليها الزمن ويروجون لبضاعة خاسرة بنفس الآليات والشخوص وحتى الأماكن، وتوحدت تلك العناصر من بقايا تحالفات الماضى الأسود، يقودهم كبيرهم عميل الاستخبارات الأمريكية، والذى تحرك لتشويه الدولة ورموزها ومؤسساتها، فى واحدة من الحملات التى تهدف فقط لإرباك الدولة وتثوير الرأى العام.
كل هؤلاء تناسوا، أن الشعب الذى ضحكوا عليه وأوهموه بأنهم جزء منه، شاهد من المستفيد الحقيقى من الشعارات التى رفعت من قبل، فلم يستفد منها مواطن محتاج، بل هم فقط من حققوا أحلامهم فى مناصب ورواتب وعلاقات، وهذا الشعب لا يمكنه الوثوق فى المدعين الثوريين وأنصاف السياسيين، والذين ليس لديهم رؤية سياسية ولا اقتصادية ولا اجتماعية، وكل مايملكونه فقط هو منصات وأبواق إعلامية. وظواهر صوتية تبحث عن مصالحها الخاصة.
لمزيد من مقالات أحمد موسي رابط دائم: