رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

عند مفترق الطرق
فنجان قهوة سادة كبير!

صديقى من عشاق القهوة. يشربها سادة. يعتقد أن السكر يفسد مذاقها، ويذهب بتأثيرها الخاص. يستقبل فنجان قهوته بفرحة عارمة، ويستنشق رائحته فى لذة كبيرة، ويرتشفه ساخنا على مهل، وفى متعة لا حدود لها.

تبدلت أحوال صديقي، فلم يعد مفتونا بقهوته السادة، وأصبح يترك فنجانه، حتى يفقد حرارته، ويترسب البن فى القاع، ثم يتناوله فى رشفة واحدة، بغصة واضحة فى الحلق، بلا تذوق او استمتاع.

لا أدرى ماهى الأسباب التى دفعته، إلى أن يفقد «هوسه» بمعشوقته، وهى التى كانت تمنحه ــ كما كان يقول ــ سعادة كبيرة، وكان يجد فى مذاقها المر، حلاوة مصدرها تذوق أصل الأشياء!.

هل نحن بالطبيعة، يمكننا أن نحب، أو نقبل ونرضى ببعض الحرارة: سواء فى «مذاقات» الأشياء أو الحياة، اذا كان هناك بالمقابل، بعض من بهجة وأمل يوفرهما الواقع، أما أذا استحال هذا الواقع، إلى خوف ورعب وعوز وبؤس، وغموض وقبح ومسخ وكذب، فليس فى وسع احد، أن يستمتع بفنجان قهوته السادة!.

هل لأن الواقع أخذ يتحول تدريجيا، فى مذاقه إلى فنجان قهوة سادة كبير، مصنوع من أردأ انواع البن، يتجرعه المصريون يوميا، مع وعد بإضافات جديدة، ليست بالتأكيد سكرا أو بهارا، وانما قرارات صعبة ومؤلمة، لابد منها كما بشر، أحد مدراء المحل؟!.

هل يمكن أن يسترد صديقى «هوسه» بقهوته السادة ، عندما لايبخل عليه الواقع، ببعض المذاق «الحلو»، وقليل من السكر، عوضا عن مرارة قهوته؟!.

> فى الختام.. يقول الشاعر الراحل نجيب سرور: «أنا لست أحسب بين فرسان الزمان / أن عد فرسان الزمان/ لكن قلبى كان دوما قلب فارس/ كره المنافق والجبان / بقدر ماعشق الحقيقة».

[email protected]
لمزيد من مقالات محمد حسين

رابط دائم: