رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

عين على الأحداث
أوروبا الموحدة ..فركش؟

السحب الملبدة تغطى سماء أوروبا الموحدة ،ويبدو حوار دولها وكأنه حوار طرشان،وبدأت تطفو على السطح النعرات الوطنية التى اعتقدنا أنها تراجعت كثيرا أمام الصالح الجماعى،لكن يبدو أن حقيقة الأمر مغايرة تماما.ويمر الاتحاد الأوروبى بأصعب أزمة يواجهها لغياب تصور متفق عليه لكيفية التعامل مع مشكلة اللاجئين بصورة إيجابية.لذلك هناك بارقة أمل تلوح بشأن بدء تحرك فعلى لإنهاء الحرب السورية ووقف تدفق موجات النازحين إلى أوروبا،وإن كان الطريق تتهدده الكثير من المخاطر إذا غابت النيات الصادقة للحل. وسط تأزم الوضع وقبيل عقد قمة أوروبا تركيا حول اللاجئين فى 7 مارس، حاول الرئيس الألمانى يواخيم جاوك أن يبحث عن حل فى ندوة نظمها بحضور خبراء أوروبيين ،لكنهم لم يتوصلوا إلى حل . وتشهد العلاقات بين بعض دول الاتحاد شحنا غير مسبوق يشبه أجواء الحرب،وتلقى دول شرق أوروبا المعارضة لفكرة تدفق اللاجئين مثل بولندا والمجر والتشيك، انتقادا شديدا من المفوضية الأوروبية،كما تواجه دول البلقان والنمسا اللوم بسبب سياساتها فى تشديد إجراءاتها لخفض تدفق اللاجئين.وقد نشبت أزمة بين اليونان والنمسا أدت لاستدعاء أثينا سفيرتها من فيينا احتجاجا على تجاهل النمسا دعوتها لحضور اجتماع مع دول غرب البلقان(سلوفينيا وصربيا ومقدونيا وكرواتيا) بشأن أزمة اللاجئين، حيث اتفقوا على إجراءات مشتركة لخفض أعدادهم ،مما يعنى تراكمهم فى اليونان.وحذرت وزيرة داخلية النمسا أثينا من إمكانية إقصائها من مجموعة شنجن! ورفضت أثينا لاحقا استقبال الوزيرة النمساوية التى طلبت زيارة اليونان.

اليوم تجرى سويسرا ، وهى ليست منضمة للاتحاد الأوروبى، استفتاء على مبادرة تقدم بها حزب الشعب اليمينى المناهض للأجانب لطرد كل أجنبى يواجه أى اتهام. حزب الشعب كان وراء حملة وقف بناء المآذن فى سويسرا عام 2009،والحملة الرافضة للتدفق الجماعى للمهاجرين عام 2014.

لاتبشر غيوم الخلافات الأوروبية بقرب انفراجة، ذلك أن روح الجماعة والرغبة الصادقة فى العمل المشترك غائبة،وتبدو وكأنها بصدد «فركش» لوحدتها.


لمزيد من مقالات ايناس نور

رابط دائم: