رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
حفتر..عقدة ليبيا

تابعنا فى الأيام الماضية المحاولات المتواصلة لحمل برلمان طبرق الحائز شرعية دولية كاملة، على إقرار تشكيلة حكومة الوفاق الوطنى التى أقرها مؤتمر الصخيرات سواء فى نسختها الأولى أو نسختها الثانية وهو ما تمنع البرلمان فى قبوله.

وأيا كانت نتيجة مساعى إقرار التشكيلة (13 وزيرا + 5 من وزراء الدولة + رئاسة فائز السراج) فإن الجدل الأساسى الذى دار بشأنها كان بخصوص حقيبة وزير الدفاع، وهو عقدة الإتفاق وما بعده، لدرجة اقتراح البعض أن يتولى رئيس المجلس الرئاسى حقيبة الدفاع إلا أن مجلس نواب طبرق رفض ذلك الاقتراح على اعتبار أن وزير الدفاع ينبغى أن يكون من الشرق، يعنى سببوا رفضهم بذريعة مناطقية، فلما طرح المجلس الرئاسى اسم مهدى البرغتى (قائد الكتيبة 204 دبابات) ليكون وزير الدفاع تملص عدد كبير من أعضاء مجلس النواب رغم أنه من الشرق.

والحقيقة أن الفريق أول خليفة حفتر صار عقدة أى اتفاق فى ليبيا يتم على أسس تمليها الإرادات الدولية، والغربية بالذات للأسباب التالية:

أولا: أن أى نصف متابع يستطيع معرفة أن الفريق حفتر موال لمصر، وهو شديد الارتباط بها وشارك فى حرب أكتوبر، ودون أى نزعات تآمرية فإن محاولة إبعاده عن جسم الدولة الليبية المزمع هندستها يعنى تحجيم النفوذ المصرى فى ليبيا وفى شرقها بالذات المتاخم للحدود المصرية، ولا يمكن بالترافق مع تلك الحقيقة الاطمئنان إلى نوايا الغرب، وما إذا كانت تستهدف تحريك داعش (عبر القصف الجوى الممنهج) شرقا، أو ضربها فى الهلال النفطى (سرت- رأس لانوف- مرسى البريقة- الزويتينية) وترك مخرج واحد أمامها يفضى بها إلى السلوم..ومن ذلك فإن مصر مقصودة برفض حفتر.

ثانيا: رفض حفتر يعنى دفن المطالبة الملحة بتسليح الجيش الليبى ليواجه داعش بنفسه وهو المطلب الذى تبنته مصر منذ مؤتمر دول الجوار، وحمله الفريق حفتر بشكل متكرر يزعج ويربك الخطط الغربية المستقبلية فى ليبيا وبينها التقسيم قطعا، إذ لا يمنع ذلك التقسيم سوى جيش وطنى قوي.

ثالثا: حفتر أفصح على نحو مباشر وفى لقاء أخير جمعه والمبعوث الأممى مارتن كوبلر عن يقينه بأن مشاركة روسيا فى مواجهة داعش هى أمر مطلوب بالنظر إلى فاعلية القصف الروسى للإرهاب فى سوريا، وهو الوحيد الذى أدى إلى تحريك الأوضاع، وتعتبر تلك المناداة على روسيا- قطعا- أمرا مزعجا لدول الغرب التى قصرت التخطيط لضربات مقبلة على أمريكا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا فى تكرار لمنطق وثقافة الضربات الأطلسية اللذين سيؤديان إلى تدفق آلاف اللاجئين على مصر وتونس والجزائر.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: