رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كل يوم
هيكل.. وأيامنا الحلوة!

منذ أن أسعدنى الحظ بنيل شرف الالتحاق بالأهرام عام 1965 والعمل تحت رئاسة ورعاية الأستاذ وحتى اليوم لم تفارق صورته خيالى فقد كان ولا يزال بالنسبة لى هو المعلم والأستاذ والأب الروحى الذى أسعى لإرضائه مثل تلميذ يجد ويجتهد لكى يحمل فى نهاية العام شهادة النجاح والتفوق التى تسعد الأب.

كان الأستاذ ولا يزال يمثل بالنسبة لى الضمير الذاتى الذى أراجع به نفسى فى مهنة المتاعب وهو ضمير خاص اخترته بنفسى ولنفسى إلى جانب الضمير الذى يسكن فى جوانح كل إنسان منذ أن يبلغ الرشد ويعى الحياة.

ولعل أعظم ما فى الأستاذ أنه أنشأ مدرسة عريقة وأسهم فى تفريغ أنجب التلاميذ دون أن يقف محاضرا أو يحتاج إلى سبورة وقلم من الطباشير للشرح والتحليل فدروسه كلها بالإشارة والإيحاء والرسائل التى تصدر عنه كتابة وإدارة وسلوكا.

للأستاذ عين ثاقبة تحسن الانتقاء والفرز دون إعلان فهو الذى صك عبارة «الرجل المناسب فى المكان المناسب» وجعل منها حقيقة واقعة داخل الأهرام عند توزيع المهام والمسئوليات وذلك أحد أهم أسرار مفاتيح نجاح الأهرام على يديه ودخولها إلى ساحة الصحافة العالمية كرقم فاعل ومؤثر يجرى الاستشهاد بها وبما هو مكتوب على صفحاتها عند التعامل مع قضايا المنطقة.

وأعترف اليوم ــ وأظننى لست وحدى أننى نلت شرف حبى له من بوابة الاحترام الفائق لكل ما يجسده الأستاذ مهنيا وإنسانيا فكان صاحب فضل لا ينسى عندما بادل أبناؤه حبا واحتراما يطوق أعناقنا جميعا.

ولست أظن أن المجال يتسع للحديث عن وقائع شخصية وذاتية طوقت عنقى طوال معرفتى به داخل وخارج الأهرام ولكننى أشير فقط إلى واقعة محددة عام 1968 عقب نكسة يونيو 1967 وكنت قد استدعيت للخدمة العسكرية عندما استدعانى إلى مكتبه وقال لى بالحرف الواحد: لقد رشحتك قبل وقوع العدوان للذهاب فى منحة تدريبية بمؤسسة طومسون البريطانية للصحافة ومدتها ثلاثة أشهر، ولكننى سأعوضك عنها بمنحة أهم فقد رشحتك للفريق أول محمد أحمد صادق مدير المخابرات الحربية لنقلك للعمل معه طوال سنوات الخدمة وعليك ألا تنزعج عندما يصلك فى القوات الجوية إخطار بالاستدعاء «للمخابرات الحربية».. وأقول اليوم وبكل صدق إن هذه الواقعة غيرت مجرى حياتى وأتاحت لى أن أطلع وأن أقرأ عن الشرق الأوسط وإسرائيل والعلوم العسكرية فوق ما كنت أحلم وأتمني!

وغدا أستكمل كلمتى التى قلتها فى حفل الأهرام لتأبين الأستاذ هيكل.

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: