آخيرا وبعد مضى 5 سنوات مرت على قطاع السياحة كالكابوس بدأت الدولة بجميع أجهزتها ومن خلفها توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى دعم قطاع السياحة حيث اصدر رئيس الوزراء تعليماته باصدار حزمة من التيسيرات لمساعدة القطاع المتعثر كان آخرها موافقته على تشكيل لجنة وزارية برئاسته لمتابعة إزالة جميع العراقيل التى تواجه المستثمرين وشركات السياحة
..وأقول أن الوقت قد حان لكى نتكاتف جميعا جنبا إلى جنب حتى نعبر إلى بر الأمان..وانه آن الأوان أن نتحد حكومة ومستثمرين وبنوكا وعمالا لكى نحيى هذه الصناعة..فقد بدأت انجلترا تأجيل رحلاتها الى نهاية مايو وألمانيا الغت اكثر من 60% من رحلاتها وعودة السياحة من روسيا أصبحت فى علم الغيب..هذه المؤشرات تفرض علينا جميعا أن نقاوم وألا نستسلم ونقوم بواجبنا لتصحيح ما يشاع عنا فى الخارج ومقاومة ما يحاك ضدنا فى الداخل..بهذه الكلمات بدأ محمد سمير عبد الفتاح الخبير السياحى ووكيل كبرى شركات السياحة الالمانية حواره مع صفحات سياحة وسفر بالأهرام..فإلى الحوار
كيف ترى الوضع الراهن للقطاع؟
دعنا نعترف ان السياحة مقبلة على كارثة بكل المقايس بدأت مؤشراتها تتصاعد يوما بعد يوم خاصة عندما لمست جميع دول العالم تلكؤ الحكومة فى وضع حد لما يثار حول الإجراءات الأمنية فى المطارات..وقد ساعد على ترسيخ هذه الفكرة عدم وجود حملات علاقات عامة فى الخارج تشرح الخطوات التى تتخذها الحكومة فى هذا الشأن..وخططها لتحسين الصورة الذهنية عن المقاصد السياحية المصرية.
ولكن الحكومة اعلنت عن إنشاء شركة لأمن المطارات؟
لا ننكر ان هذه خطوة إيجابية من الدولة وتعكس إحساسها بحجم الخطر المتربص بهذا القطاع..وهنا أقول أن هناك دولا عديدة حول العالم قامت بتأسيس شركات أمن وأدخلت بعض الشركات العالمية المتخصصة فى هذا المجال بنسب مئوية ضئيلة بهدف الأستفادة من تراكم خبراتها والحصول على أحدث الأجهزة بأسعار تنافسية بالأضافة إلى دورها المعنوى حيث أن اسمها كفيل بمنح الثقة لدى دول العالم..ويبدد تخوفها على سلامة مواطنيها.
ماذا تعنى بتخوف الغرب؟
أعنى فى المقام الأول الدول الكبرى المصدرة للسياحة..فإنجلترا على سبيل المثال إتخذت قرارا بوقف رحلاتها حتى نهاية مايو المقبل ومرشحة للتأجيل حتى اكتوبر حال عدم قيام الحكومة الأنجليزية برفع حظر السفر.. وهذا يعنى القضاء تماما على موسم 2017 بأكمله..وهنا استطيع أن أؤكد أن شركات الطيران الأنجليزية لن تستطيع الصمود طويلا وستبدأ فى توجيه رحلاتها الى دول إخرى خاصة ان الحكومة الانجليزية لم تبد أية بادرة إيجابية حول قرب رفع الحظر على مطاراتنا..أما المانيا فقد قامت بالفعل بإلغاء أكثر من 60% من رحلاتها خلال الموسم الصيفى المقبل..وهذه النسبة مرشحة للتزايد خلال الأيام القليلة المقبلة..كما ان وزارة النقل الألمانية تمارس ضغوطا على شركات الطيران التى تنظم رحلات الى مصر وتطالبها بزيادة إجراءات التأمين على طائراتها..وأخشى ان تكون ألمانيا فى طريقها لوقف الرحلات نهائيا ما لم نسارع بتقديم ما يفيد قيامنا بتأمين المطارات.
ولكن ألمانيا لم تقم بفرض حظر على المطارات فما هو سبب تخوفك؟
لدينا مصالح سياحية مع السوق الألمانية ونعلم من شركائنا هناك أن وزارة النقل الألمانية خاطبت الجهات المصرية بشأن بعض الأجراءات التى تريد تطبيقها فى المطارات..بالإضافة إلى انها فرضت على جميع شركات الطيران تكثيف الأجراءات الأمنية على جميع رحلاتها المتجهة الى مصر..مما ينعكس بشكل سلبى على مضاعفة تكاليف الرحلة..الأمر الذى سيؤدى بهذه الشركات للتخلى عن السوق المصرية والتوجهة الى مقصد سياحى أخر..وليس ذلك فحسب فهناك رأى عام سلبى فى المانيا الآن ضد السفر إلى مصر.
هل هذا الأستنتاج ناتج عن تراجع نسب الأقبال على حجز الرحلات القادمة الى مصر؟
ليس هذا فقط ولكن مؤخرا قامت صحيفة ديفيلتوهى كبرى الصحف الألمانية بإجراء إستبيان حول الدول السياحية الأمنة المناسبة للألمان وللأسف أبدى 89% من المشاركين تخوفهم من زيارة مصر ويرون انها دولة غير أمنة وهذا يعود إلى عدم وجود صوت لنا هناك يوضح لهم حقيقة الأوضاع فى مصر..أضف إلى ذلك قيام بعض شركات الطيران مثل «كوندور» و«تيوى» و«أيربرلين» و«صن إكسبريس» بإلغاء 50% من رحلاتها لمصر.
وفى رأيك ما السبب وراء ذلك؟
لقد تركنا هذه الأسواق منذ 5 سنوات دون أية حملات ترويجية لتصحيح الصورة الذهنية التى تشكلت لديهم عما يدور فى مصر..وانسحبنا منها تماما لتصبح ساحة خالية للأخبار المغلوطة التى تم ترسيخها لدى شعوب هذه الدول..وهنا أقصد حملات الترويج السياحى التى توقفت تماما منذ أحداث ثورة يناير وأهدرنا بذلك ما تم إنفاقه من ملايين الدولارات خلال سنوات ما قبل الثورة..وكذلك غياب دور هيئة الأستعلامات التى كان يجب أن تكثف حملاتها واتصالاتها من أجل تصحيح الصورة الذهنية والرد على كل ما ينشر من اخبار غير صحيحة عن مصر فى الصحف الأوروبية..وأكتفينا للأسف بإجراء حوارات مع انفسنا لا يسمعها ولا يراها غيرنا فأصبحنا نكلم انفسنا وتجاهلنا الآخر الذى أصبح فريسة سهلة لكل من يريد النيل من مستقبل مصر وإرادتها.
وماذا عن السوق الروسية؟
هذا فى علم الغيب.. فسقوط الطائرة كان كارثة وعلينا أن نتفهم موقفهم ونلتمس لهم العذر ونقدر تخوفهم من إجراءات التأمين فى المطارات..وقد كنا نتوقع تغير موقفهم خلال شهر يناير..ثم تبدد الأمل الى فبراير ثم مارس..ولا نعلم تحديدا متى سوف تنتهى هذه الأزمة ولكن أرى انه يجب علينا أن نستعد لعدم عودته قريبا.
كثرت الشكوى فى الآونة الأخيرة من عدم مساندة الحكومة للقطاع كيف ترى هذا؟
عقدنا إجتماعا منذ اسبوع مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء ووزير السياحة الدكتور هشام زعزوع وحضر اللقاء ايضا بعض الوزراء المعنيين..ولكى أكون منصفا فقد أبدى رئيس مجلس الوزراء تفهمه لمطالب القطاع ووعد بدراستها وإصدار قرارات بشأنها خلال الأيام المقبلة.
رابط دائم: