أدى تنفيذ مشروعات ضخمة بمليارات الدولارات فى تطوير المطارات بمنطقة الشرق الأوسط والنمو السريع فى معدلات الحركة الجوية الى تنامى ظاهرة «ازدحام الأجواء» وتصاعد التحديات التى تواجه عمليات إدارة حركة الملاحة الجوية فى المنطقة، ومن المتوقع أن تتصاعد التحديات المرتبطة بازدحام الأجواء بما يعرقل تنامى الحركة الجوية فى ظل التوقعات باستمرار معدلات النمو القوية لقطاع الطيران المدنى فى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص حيث يرجح الخبراء أن تشهد شركات الطيران فى منطقة الشرق الأوسط معدل نمول سنوى قدره 5.8% من الآن وحتى عام 2025 وهو من أعلى معدلات النمو على المستوى العالمى حيث يتوقع أن يتراوح متوسط النمو العالمى حول 4.6 فى المائة سنويا، وترجح هذه التقديرات ارتفاع اجمالى حركات الطائرات من والى منطقة الشرق الأوسط بمعدل سنوى قدره 7.6% لتصل الى 2.346.000 رحلة فى عام 2025.
ويخضع حوالى 50 فى المائة من المجال الجوى فى منطقة الخليج لبعض أشكال القيود ذات الطابع العسكرى مما يؤدى الى فرض تكاليف إضافية غير ضرورية على شركات الطيران.
وتقدر قيمة الاستثمارات التى تم ضخها بالفعل فى عمليات تطوير عمليات ادارة الملاحة الجوية على مستوى المنطقة بما يزيد على 700 مليون دولار ، كما يتم حاليا ضخ استثمارات بنفس القيمة تقريبا فى هذا القطاع.
وقد بلغ ازدحام الأجواء فى المنطقة حدا دفع تونى تايلر، الرئيس التنفيذى ومدير عام الاتحاد الدولى للنقل الجوى «أياتا» الى التنبيه من مخاطر تفاقم مثل هذا الوضع حيث يقول «يتعين على منطقة الشرق الأوسط أن تتلافى العيوب التى رأيناها فى أوروبا. لقد كادت التأخيرات فى إدارة الملاحة الجوية أن تبلغ بالفعل حد الأزمة فى منطقة الخليج. وسيكون من المؤسف أن تضيع الاستثمارات الضخمة فى البنية التحتية هباء بسبب ازدحام الأجواء وإذا تم ترك مشكلة ازدحام الأجواء، تتفاقم، فستتحول بسرعة الى عقبة يصعب التغلب عليها.
وطبقا لدراسة حديثة فإن مزودى خدمات الملاحة الجوية فى الشرق الأوسط يديرون 13 إقليما جويا، وينظمون ما يزيد على 1.7 مليون رحلة جوية بين 15 مطارا دوليا فضلا عن 700.000 رحلة بين 45 مطارا محليا كل عام. وقد أوصت المنظمة الدولية للطيران المدنى ومنظمة خدمات الملاحة الجوية المدنية بوجوب قيام مزودى خدمات الملاحة الجوية بتحديث البنية التحتية، وذلك من خلال الاستثمار فى الاتصالات الرقمية وتكنولوجيا المراقبة والملاحة.
رابط دائم: