رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

شـــهادة موســــى وتواضــــع بـن راشـــــد

فى خطوة يحدوها الفخر والاعزاز سطر العديد من الزملاء طيلة الأيام الماضية باستفاضة كتابات فحواها النجاح والتقدير لبلد عربى شقيق وهو الإمارات العربية المتحدة فى ضوء خطوة الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء وحاكم دبى اختيار حكومة المستقبل والتى كان فى ضمنها وزراء للسعادة والرفاهية والتسامح والزج بعدد من العناصر الشبابية من ضمنهم عدة نساء فى سن العشرينات فى مناصب وزارية وقيادية.

وعلى الجانب الآخر أمنيات ورجاء وتندر ضمن سياق كتاباتهم تحمل بين طياتها الأسف والرجا والتمنى بنقل هذه التجربة إلى مصر بل وسارع البعض إلى المقارنة إلى حالهم فى الإمارات وحالنا فى مصر وكيف كانوا وكيف صرنا.

وأنا بدورى لا أفضل مثل هذه المقارنات بل أرحب بأى مقاربات تؤدى إلى إحداث حالة من المعالجات الناجحة لحالة الانسداد السياسى والتنموى والاقتصادى والاستثمارى الذى عانت منه مصر طويلا طيلة قرابة نصف قرن ولا يتحمل الرئيس السيسى اخطاءها وتبعاتها فى عامين حيث إن لكل بلد خصوصياته وموارده وقادته، فقد سبق أن قلت فى هذا المكان فى الاسابيع الماضية بعد زيارة لى استغرقت خمسة أيام لدولة الامارات أن هذا بلد عصرى خارج سياق التاريخ العربى الحديث حيث نجح قادة هذا البلد العربى ـ الإمارات ـ فى إعادة صياغة وجه الحياة هناك على نحو عصرى فحق فيهم القول إنهم دولة عصرية حديثة تلامس عنان النجاح وسط غابة من أحراش التردى والانسداد والفشل والحروب الأهلية والمذهبية والطائفية العربية التى أعادت العرب حاليا بفضل عصابات الموت الجوال من الإرهابيين فى سوريا وليبيا والعراق واليمن إلى القرون الوسطى، وبالتالى صار هذا البلد العربى أفضل أيضا من كبريات مدن العالم حيث ليس من سمع كمن رأى حيث هناك الانضباط وسيف القانون والعدالة بشتى صوره وحماية وصيانة ورفعة الانسان الاماراتى من تعليم وصحة وثقافة وتنمية حقيقية لجوهر حياة هذا الانسان فى كل مراحل حياته ناهيك عن ضرب الفساد بشتى صوره دون مواربة وتغطية ومطاردة التراخى والكسل وضرب الخلل والتباعد.

فضلا عن اقامة مشروعات عملاقة تناطح عنان السماء فى مختلف الصناعات والتكنولوجيا بما فيها أجزاء من صناعات الطائرات ولذا صار عنوان المرحلة هناك صفر بطالة ناهيك عن الشعار الذى يرفعه محمد بن زايد ولى العهد ومحمد بن راشد رئيس الوزراء وأصغر مواطن إماراتى أنه فى اليوم الذى ينتهى فيه آخر برميل بترول فى الإمارات سيكون يوم عيد فى اشارة مباشرة أنهم لم يعد يعولون على البترول كمصدر رئيسى ووحيد للموارد بل صارت الصناعات ونجاحات التنمية وامتلاك أجيال متسلحة بالعلم والتكنولوجيا فى جامعة داخلية اقتربت من العالمية ورحلات ابتعاث خارجى هى سلاح الدولة الأمضى والقادم وبكل تأكيد معادلة المقارنة ستكون ظالمة بين حكامنا وحكامهم حيث إن حكامهم طيلة السنوات الماضية منذ الأب المؤسس الشيخ زايد آل نهيان مرورا بالأبناء خليفة ومحمد وبن راشد وغيرهم من حكام الولايات السبع كانوا ومازالوا مفخرة للإمارات والعرب حيث أمتلكوا رؤية واضحة متكاملة عصرية لاعادة بناء الوطن والانسان هناك حيث حق للاماراتيين أن يرفعوا ويفتخروا بلافتة استقبال كل القادمين والزائرين تحت عنوان ابتسم أنت فى الامارات.

ولا أنسى يوم أن وقف عمرو موسى الأمين العام للجامعة فى أوائل عام 2007 فى أحد المؤتمرات الدولية التى استضافتها دولة الامارات يشير ويمدح برؤية موضوعية مضمونها الفخر العربى بهذا البلد ورئيس حكومته محمد بن راشد بانه هو الذى استطاع أن يحول رمال الصحراء بنيان وخضرة وحضارة جديدة وكيان عصرى يضاهى كبريات دول العالم فرد عليه فى الحال بن راشد بأنه مازال يشعر بالفشل وخيبة الأمل لأنه لم يحقق حلمه بعد وأنه يتملكه شعور أنه بعد ينحت فى الصخر دون عائد.

عودا على بدء أقول إنه ليس هناك ما يمنع أو يخجل منه المصريون سلطة وحكومة من الأخذ بالأسباب التى جعلت من الامارات تلك الدولة العصرية ودراسة العبر والنجاحات ليس لتعيين وزراء للسعادة والرفاهية فى مصر، بل كيف أصبحوا أو نجحوا خاصة أننى استمعت من وزراء اماراتيين فى زيارتى الأخير مثل أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية وسلطان الجابر وزير الدولة المكلف شئون مصر أنهم لن يتوقفوا عن دعم مصر بكل الاساليب للأخذ باسباب النجاح والتقدم والخروج من أى أزمات حيث إن هذه مهمة أصيلة وجوهرية فى سياسة الدولة والحكومة الاماراتية وليس تكليفا، حيث قال لى الوزير سلطان الجابر إننا سنظل منفتحين على مصر حتى تعود كما كانت الأولى والرائدة فى العالم العربى وستظل مشاركتنا ومشاريعنا قائمة وموجودة بعد أن نجحنا فى تحقيق وتغطية كل المشروعات التى وعدنا بها بعد ثورة 30 يونيو.

وكمال قال أنور قرقاش إن دعم مصر هو خيار استراتيجى للإمارات لأن هذا البلد هو حاضنة العرب وعمود الخيمة الرئيسى وبدون مصر لا نجاح لتيار الاعتدال العربى ولا عروبة بدون مصر.

بالطبع لهم كل الحق فى الامارات أن يفخروا ويخططوا للمستقبل بوزراء للسعادة لأن بلدهم صار واحة للسعادة والرفاهية وسط غابة من الفشل والخراب والدمار الذى صار يدك أغلبية العواصم العربية المفتوحة على سيناريوهات التقسيم والتجزئة، وأن شئت فقل الاختفاء والاندثار من على خارطة العالم العربي.

لمزيد من مقالات أشرف العشري

رابط دائم: