رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

تأثيرات مضرة لسد النهضة على الحياة البرية والأوزون

نعمة الله عبد الرحمن
حذر خبراء مياه مصريون مما اعتبروه « تأثيرات مضرة لسد النهضة» الإثيوبي على «الحياة البرية والأوزون، والبيئة بصفة عامة» مطالبين بنشر الدراسات التي أجريت في هذا الإطار، وإيجاد السبل السياسية والقانونية لضمان حصول مصر على حصتها كاملة من مياه النيل، لأنه شريان الحياة على الأراضي المصرية.

يبدأ الدكتور مغاورى شحاتة - رئيس جامعة المنوفية الأسبق وخبير المياه - حديثه مع الصفحة، محذرا مما سيترتب على إنشاء السد، وملء خزانه، وفرض الاثيوبيين مواصفاته، وتبعاته، علينا، على حد تعبيره.
ويضيف أن المياه، التي ستأتى إلينا، ستكون وفق ملء الخزان، كما سيكون نظام التشغيل وفقا لاحتياجات اثيوبيا مما قد يصنع نزاعا على كميات المياه التي ستتدفق مرورا من فتحات السد، خاصة في السنوات ضعيفة الفيضان.
ويشير الدكتور مغاوري إلى أن الفيضان يجدد شباب النهر، وينظم قاعه وجوانبه وجزره، ولكن بعد بناء السد سيخضع لنظام بيئي جديد، وسيكون حجم النقص في كميات المياه، وفق بعض التوقعات بالنسبة لمصر، في حدود من 9 إلى 12 مليار متر مكعب، وقد تكون هذه الكمية متغيرة كل عام على حسب كميات الأمطار والبخر ونظام تشغيل السد، وهذا كله سيحتاج لمفاوضات صعبة خاصة أن الأمور غير واضحة وغير شفافة، ولم تقدم اثيوبيا التصميمات الخاصة بالسد على مدى مراحل الإنشاء لتدارك الأمور الفنية.

لا غنى عن النيل
ويضيف: نحن متهمون باستخدام كميات كبيرة من المياه، وأننا نلوث نهر النيل، والحقيقة أننا ليس لدينا ما يغنينا عن مياهه، كما أن الحديث عن أنه توجد أنهار جوفية في الصحراء الغربية فيه مبالغة إذ يوجد خزان الحجر الجوفي، وليس نهرا جوفيا، ولا علاقة له بنهر النيل، وهو موزع على الواحات المصرية، على حسب نوعية المياه وعمقها، مثل واحات الفرافرة وسيوة، فيما تواجه مناطق مثل الواحات الخارجة مشكلات في نقص المياه.
ويضيف الدكتور مغاورى أن الحديث عن وجود خزانات بهذه الضخامة لا يخدم مصر في قضية سد النهضة خاصة أن استخدامات المياه في الفترة المقبلة ستحتاج إلى تنظيم استخدام مواردنا المائية، وتحديد كيفية معالجة مياه الصرف خاصة أن مصر ستعانى من الجفاف .

انعدام التقويم
ومن جهته، يحذر الدكتور مجدى أبو ريان - رئيس جامعة المنصورة الأسبق والخبير المائي - من عدم وجود دراسات للتأثيرات البيئية لسد النهضة، مشيرا إلى أن الكثيرين لا يعرفون أن الدراسات الأولية لهذا السد أعدت بمنحة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1958 ثم قام سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي بدراسة النمذجة لحدوث انهيارات للسد، وتوزيع تلك النتائج على دول المصب، وذلك عام 2015 لكن تلك التفاصيل لم يتم نشرها، وكذلك لم يتم حتى الآن، نشر الدراسات الخاصة بتقويم الآثار البيئية والاجتماعية والهيدروليكية.
كما يحذر الخبير المائي من حدوث زلازل نتيجة تخزين تلك الكميات من المياه خلف السد، مما قد يؤدى لانهيار الخزان، وهذا يكون كارثيا على منطقة النيل الأزرق والسودان مع احتمال غرق الخرطوم، وفق توقعه.

موت.. وتآكل
والأمر هكذا، يشدد الدكتور «أبو ريان» على أن سد النهضة ستكون له تأثيرات سيئة على الحياه البرية، فقد تختفى بعض الثدييات والزواحف بسبب غمر مياه البحيرة للأراضي الزراعية حول بحيرة تانا، وكذلك ستختفى النباتات التي ستكون تحت عمود من المياه مقداره 145 مترا، مما يؤدى لتحلل المياه، وخروج غاز الميثان .
كما يتوقع أن ينتج عن خروج غاز الميثان قيمة ما يعادل 8 أطنان كربون مما يؤدى لتأثيرات مضرة على طبقة الأوزون، فيما يؤدى انخفاض سرعة المياه إلى هلاك بعض الأنواع من الأسماك، وكذلك سيتغير التركيب الكيماوي للمياه، مما يتبعه تغيرات في نسبة الأكسجين المذاب، ويصبح غير صالح لبعض النباتات والحيوانات، بالإضافة إلى انخفاض إنتاج السد العالي من الكهرباء بما بين 25% إلى 40%.
لذلك يجب التنبيه - بحسب الخبير المائي - إلى أهمية وضرورة استكمال دراسات تقويم الأثر البيئي والهيدرولوجي والاجتماعي لسد «النهضة»، لأنها غير كافية، ولا واضحة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق