رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الوصايا العشر للرئيس.. مرة أخيرة

أتذكر أنني كتبت في هذا المكان منذ أكثر من عام ونصف وبعد تولي الرئيس السيسي مقاليد الأمور والسلطة في مصر بأشهر قليلة مقالا بعنوان الوصايا العشر للرئيس وحددت واقترحت عشر خطوات وإجراءات تمنيت علي الرئيس اتخاذها والشروع فيها من أجل عودة الاستقرار ومؤسسات الدولة وإنجاح مشروعه الوطن في الداخل، واليوم أجد لزاما علي وبعد انتهاء احتفالات الذكري الخامسة لثورة 25 يناير وانتهاء ونسف أكذوبة قدرة الإخوان الإرهابية وجماعات الفوضي والتخريب الجوالة التي تقف علي مسافة قريبة من الإخوان والإرهاب لتخريب الوطن أو خطف الدولة والشارع وبالتالي أعود وأقول إنني أجد لزاما أن أذكر الرئيس بأن هذا الوطن يحتاج في فترة العامين ويزيد من ولايتك الأولي إلي خريطة طريق واجراءات جديدة ألخصها فى عشر وصايا جديدة أخري كالأولي التي حددتها بعد انتخابك ونفذ منها وهي بالفعل دون مواربة كثيرة وتستحق الثناء، ولذا طالما أن الفرصة مازالت قائمة ومازال هناك متسع من الوقت والجهد الذي يمكن أن يبذل حيث إن الوصايا التي سأطرحها وأقدمها للرئيس السيسي لاتتعلق بحجم إنجازات ومشروعات اقتصادية وتنموية فقط ولكن في معظمها يتعلق بإعادة عصب الحياة السياسية والأمنية الكاملة لمصر عبر ترسيخ الرشادة السياسية والحوكمة الرشيدة التي صارت عنصرا مهما لارتقاء ونجاح هذه الدولة وإحداث هزة عنيفة في مسار الحياة والمشهد السياسي.

وكل ما في الأمر أن نقول للرئيس والحكومة دع عنكم اجراءات الترضية والتدليل والتمتع بقبضة قوية وباطشة للارهاب والفوضي والفساد والتكاسل والتراخي وأن يكون عنوان المرحلة القادمة مع الرئيس السيسي للمصريين استعدوا للأفضل.

وبالتالي أولى الوصايا الجديدة فى قادم الأيام للرئيس وضع جدول زمني عاجل ونهائي للقضاء علي حالة الارهاب واقصاء كامل لايتجاوز نهاية هذا العام لتلك الجماعات الارهابية والخلايا النائمة سواء من سيناء أو داخل مدن مصر بالكامل حتي نطهر هذا الوطن من شأفة الارهاب ونعلن باريحية مصر خالية من الارهاب.

ثاني الوصايا الاسرع بتوجيه الداخلية وسائر الأجهزة الأمنية بانهاء حالة الفوضي الجوالة في الحياة والشارع المصري لجرائم القتل والخطف والابتزاز والبلطجة والتشبيح والاغتصاب والترويع والتهديد لحياة المصريين من قبل فئة من البلطجية والشبيحة صاروا أقوي من الدولة فاعتدوا علي مؤسساتها واملاكها وشوارعها وبالتالي لابد من إعمال وتفعيل القانون وسيفه البتار بحق رقاب هؤلاء الخارجين علي القانون وعودة الانضباط للشارع.

ثالثة الوصايا: تكليف وزارة الداخلية بوضع خطة لجمع وانهاء مشكلة السلاح غير الشرعي وغير المرخص من قبل الأفراد والجماعات ووقف عملية التهريب بكل أشكالها خاصة أن البلاد تغرق في مستنقات القتل والترويع بفضل ملايين الأسلحة المهربة التي دخلت بعد حالة الفوضي والانهيار فى أثناء 25 يناير عام 2011 وجعل السلاح وحصريته تحت إمرة الداخلية والدولة وحدها فقط.

رابعة الوصايا: تشكيل فريق عمل حكومي يمنح كامل الصلاحيات ويتفرغ لاعداد سلة مشروعات كبري بشأن تشغيل الشباب والاستفادة منهم والاشراف علي تنفيذها عبر مراحل زمنية مع ترجمة أهداف وافكار هؤلاء الشباب إلي واقع حقيقي مع الأخذ في الاعتبار تقديم اقتراحات عاجلة أولا بأول للرئيس لتسكين فرق من الشباب في مناصب مساعدي الوزراء والمحافظين حتي لا نصل إلي انتفاضة بطالة مثل تلك التي يقوم بها الشباب والعاطلون عن العمل حاليا في معظم المدن التونسية.

خامسة الوصايا: تشكيل فريق حكومي عبر لجنة رئاسية بالتعاون مع القوات المسلحة لانهاء مشكلات العشوائيات وسكانها البالغ عددهم في مصر حسب الاحصائيات 18مليونا بحيث تبدأ خطة عمل هذه اللجنة بوضع جدول زمني للقضاء علي العشوائيات فى القاهرة والاسكندرية أولا ثم باقي المحافظات بشكل تدريجي وممنهج حتي نجعل مصر مع نهاية فترة ولايتك الأولي خالية من العشوائيات .

سادسة الوصايا: إعلان حالة الاستنفار والتبليغ داخل أجهزة الدولة ومؤسسات المحاسبة والرقابة لوضع خطة طموحة لمحاربة الفساد والضرب بيد من حديد علي جماعات الفساد وشلل النهب المنظم داخل الدولة وأجهزة الحكومة والاسراع بمصادرة أملاكهم هم وأسرهم وتقديمهم للمحاكمة مع إعادة النظر فى تشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد واختيار شخصية مستقلة بدرجة وزير مع اعضاء يتمتعون بالكفاءة والمصداقية لاقتلاع جذور الفساد من داخل أروقة الدولة والحكومة عبر إطار زمني محدد.

سابعة الوصايا: إنهاء الداعشية السياسية من قبل بعض الأفراد الذين بلا تاريخ أو وزن والجماعات السياسية التي تدعي صباح مساء أنها علي اتصال وتنسيق يومي مع الرئيسي السيسي والتحدث باسمه يوميا فى الحياة العامة والسياسية والإعلامية في محاولة لارهاب المجتمع والدولة واستغلال إسم الرئيس،

الثامنة: إنهاء الداعشية الإعلامية من قبل فصيل سياسي يسعي للهيمنة علي المشهد الاعلامي في مصر وتشكيل المجلس الوطني للإعلام وهيئاته وتسكين رجالهم واتباعهم ومناصريهم داخل المؤسسات الإعلامية والصحفية بفرض الهيمنة والسيطرة والاستحواذ وترهيب المجتمع والحكومة بالصوت العالي .

التاسعة: تكريس السعي لاستعادة الدور والمكانة المصرية عبر تفعيل وتوسيع دائرة الحركة للدبلوماسية المصرية للاشتباك مع قضايا الاقليم وتتولي المبادأة والمبادرة لإطفاء حرائق الإقليم بدلا من سياسة رد الفعل والبقاء في مقاعد المتفرجين وترك لاعبين إقليميين يشكلون أزرع ومحاور كبري فى المنطقة حيث لابد من طرح مبادرات واستضافة مؤتمرات دولية في مصر لحل أزمات الدول العربية أولا ثم بقية قضايا الإقليم.

الوصية العاشرة: تولي الرئيس السيسي إطلاق سلة مبادرات سياسية لإحداث الانتعاش والانفتاح المطلوب فى الحياة السياسية في مصر وإنهاء حالة الانسداد السياسي الحالي الذي ورثناه من عهد مبارك حيث آن للتنمية السياسية أن تسير جنبا إلي جنب مع التنمية الاقتصادية.

في تقديري أنه لو تم التعاطي مع مثل هذه الوصايا من قبل الرئيس والدولة فربما يتغير وجه الحياة بشكل أفضل في الدولة المصرية ونكون قد وضعنا أقدامنا بحق علي الطريق الصحيح نحو العصرنة والحياة الديمقراطية ومغادرة مشهد الانكفاء والانغلاق والأزمات الطاحنة التى كانت أرث عهد مبارك البائد .. فهل يفعل ذلك الرئيس السيسى ويستجيب لترجمة كل تلك الوصايا إلى أفعال

لمزيد من مقالات أشرف العشري

رابط دائم: