رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حرب جديدة يخوضها العالم

> طارق الشيخ
يتغير العالم وتتغير الإستراتيجيات والتكتيكات العسكرية والتسليحية متأثرة بما يحدث بالعالم من تغيرات وتحولات. وكانت المواجهات التقليدية بين أطراف من الدول هى أساس الإستراتيجيات العسكرية لدى جيوش دول العالم.

ولكن خلال السنوات القليلة الأخيرة حدث تطور مذهل فى استخدام وتوظيف الأطراف من غير الدول فى التأثير على الخصوم عسكريا. وتنامت فى الأعوام الأخيرة المواجهات التى يطلق عليها الحروب اللامتناظرة أو اللامتماثلة فى أنحاء العالم بوجه عام وفى الشرق الأوسط تحديدا. وتزايد انتشار وتوظيف تكتيكات حرب العصابات ما أدى إلى تعديل عدد من الدول الكبرى لإستراتيجياتها العسكرية المتعلقة بالأمن القومى وفى مقدمتها الصين وروسيا.

وفى تقرير «مؤشر الهجمات العالمى 2015» الصادر عن مركز «جينز» للإرهاب والتمرد المسلح التابع لشركة »أى أتش اس جينز« للأبحاث والمعلومات، تم التأكيد على أن العنف المسلح فى العالم اتسع على يد الجماعات المسلحة والأطراف من غير الدول فى عام 2015 ولكن تم تسجيل تراجع فى وتيرة الهجمات خلال العام مقارنة بالعام السابق 2014 بمقدار ستة ونصف فى المائة.

وتشير الإحصائيات إلى أن عام 2015 شهد تنفيذ ما مجموعه 18ألفا و987 هجمة من قبل الجماعات المسلحة غير الحكومية فى عام 2015، وذلك وفقا للبيانات مفتوحة المصدر التى جمعتها شركة «أى أتش اس».

وجاء ما يقرب من نصف هذه الهجمات فى سوريا والعراق ومنها 3317 أو 17% من قبل تنظيم «داعش» خلال عام 2015.

وقدر عدد الهجمات التى شهدها الشرق الأوسط ودول الشمال الإفريقى العربية بـ 11الفا و284 هجمة من إجمالى 18الفا و987 هجمة فى أنحاء العالم وقدر عدد الضحايا المدنيين من غير المسلحين بـ18 الفا و324 قتيلا!! وعلى مستوى العالم تم قتل 43 الفا و523 مسلحا من الجماعات المسلحة والأطراف المسلحة من غير الدول. ووفق الإحصائيات التى تم التوصل إليها فإن دولا مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والهند وباكستان وإسرائيل دخلت فى شريحة الدول التى شهدت التعرض لهجمات خلال فترة زمنية تتراوح بين هجوم يوميا وهجوم واحد فى الشهر.

وفيما يتعلق بأساليب وتكتيكات القتال المستخدمة تمت الإشارة إلى أنه من بين 18ألفا و987 هجمة تم تنفيذ 6501 هجوم من خلال الاستعانة بتكتيك المواجهة أو بتكتيك الهجوم علـى منطقة داخل نطاق محدد من المهاجمين وعادة ما تكون رشقات نارية.

بينما تم تنفيذ 5131 هجوما باستخدام تكتيك الاشتباك، و2538 حادث اغتيال، و858 باستخدام تكتيكات الكمائن، و750 باستخدام تكتيك »اضرب واجري« و731 هجوما باستخدام تكتيك الإغارة، و639 باستخدام تكتيك الشغب، و606 هجمات باستخدام تكتيك الاعتداء بالانقضاض.

وقد جاء تنظيم »داعش« للعام الثانى على التوالى بوصفه الجماعة المسلحة الأكثر نشاطا عمليا بين الجماعات المسلحة من غير الدول. وأشارت الإحصائيات إلى أن العدد الإجمالى للهجمات التى قام بها بها أو تنسب إلى التنظيم فى عام 2015، قد تزايد بنسبة أكثر من النصف، وكان أعلى بأكثر من ست مرات مقارنة بأقرب جماعة مسلحة من بين قائمة الجماعات الأكثر نشاطا فى العالم.

وأكد التقرير أنه وعلى الرغم من مواجهة «داعش» أكبر تحد لها حتى الآن، مع انسحابها من الأراضى التى كانت قد استولت عليها فى كل من سوريا والعراق - ولا سيما فقدان السيطرة على مدينة الرمادى فى ديسمبر - فإن قدرة الجماعة على شن عمليات لا يزال ثابتا إلى حد كبير!

وفيما يتعلق بمعدل الهجمات الإرهابية التى تشنها الأطراف من غير الدول أشارت الإحصائيات إلى حدوث تراجع فى عدد تلك الهجمات حيث أشارت أرقام عام 2015 إلى حدوث تراجع بمقدار 56% مقارنة بعام 2014 كما حدث انخفاض فى عدد الوفيات بين المدنيين غير المسلحين بمقدار 83% وهو ما تم إرجاعه إلى تراجع فى المستوى الظاهرى لكثافة بعض الصراعات التى تتصف بأنها صراعات ذات وتيرة مرتفعة خاصة فى سوريا. ولكن تم التحذير من أن هذا التراجع قد يكون مخادعا نظرا لإمكانية حدوث غياب فى المعلومات والبيانات الدقيقة.

وعلى النقيض من السائد تفوق عنف الانفصاليين الأوكرانيين على نظيره المتعلق بطالبان. فقد تمت الإشارة إلى تزايد مستوى العنف فى شرق أوكرانيا من قبل اثنين من المنظمات الانفصالية الموالية لروسيا الاتحادية وهي: جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية حيث تم تصنيفهما من بين أعلى 10 فاعلين مسلحين من غير الدول الأكثر نشاطا فى عام 2015. وأشارت الإحصائية إلى أن عدد الهجمات المسجلة قدر بـ 1113 هجمة فى أوكرانيا خلال عام 2015 وتمثل زيادة تقريبية فى الهجمات بمقدار ثلاثة أضعاف إجمالى هجمات عام 2014.

فقد تمت الإشارة إلى أن العدد المسجل من الهجمات التى تشنها الجهات الفاعلة من غير الدول قد تضاعفت ثلاث مرات تقريبا (من 13 إلى 38) بين عامى 2014 و 2015، مع ارتفاع حالات الوفاة بين غير المسلحين بمقدار أربعة أمثالها (من تسعة إلى 32 شخصا).

وفى حين تم تنفيذ اثنتين من الهجمات البارزة من قبل متشددين اسلاميين مشتبه بهما - إطلاق النار فى سان برناردينو وقتل خمسة من مشاة البحرية الامريكية فى تشاتانوجا - جاءت تلك الزيادة إلى حد كبير نتيجة تزايد الهجمات ذات المستوى المنخفض والعنف اليمينى الأمريكى الناجم عن دوافع أيديولوجية أو عنصرية.

وتجدر الإشارة إلى أن مقتل تسعة اشخاص فى كنيسة أمريكية إفريقية فى تشارلستون تبعته خلال الفترة المتبقية من العام ما لايقل عن تسعة هجمات منفصلة ـ إشعال نار ـ ضد الكنائس الأمريكية الافريقية عبر جنوب الولايات المتحدة. وكانت هناك أيضا عمليات إطلاق النار وحرق بارزة فى عيادات تنظيم الأسرة فى جميع أنحاء البلاد وذلك من قبل الحركات المناهضة لإباحة الإجهاض.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق