رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

دور اجتماعي مبهر لبطلة ألعاب الجوع‏..‏
جوي‏..‏ الحلم دائما ينتصر علي المعوقات

بهاء الدين يوسف
قد لا يرقي فيلم جوي للمخرج الامريكي ديفيد او‏.‏ روسيل فنيا للأفلام التي يصطلح علي تسميتها أفلام القمة في هوليوود‏,‏ لكن بالتأكيد واحد من أهم الأفلام التي ظهرت في الفترة الأخيرة سواء علي مستوي التمثيل المتوحش من النجمة جنيفر لورانس التي تثبت فيلما بعد الآخر انها قادمة لاكتساح كل من سبقنها علي عرش النجومية النسائية في السينما الأمريكية‏.‏ ‏

................................................................‏وكذلك يتميز الفيلم الذي تكلف‏60‏ مليون دولار‏,‏ وحقق اكثر من نصفهم‏(34.5‏ مليونا‏)‏ في أقل من أسبوع‏,‏ بالرسائل الانسانية النبيلة والايجابية التي يحملها مثل قدرة الانسان علي تحقيق حلمه إذا تحلي بالإرادة مهام كانت المعوقات التي تعترضه‏,‏ وأن الظروف لا يمكن أن تهزم طموح إنسان مبدع‏,‏ كذلك هناك رسالة ضمنية بأن الطلاق ليس بالضرورة سببا للعداء بين الزوجين‏,‏ وإنما يمكن استمرار الحياة بشكل إنساني ودعم متبادل بين الطرفين من اجل صالح الأبناء‏.‏
الفيلم مستوحي من قصة حقيقية لمبتكر أمريكية تدعي جوي مانجانو اشتهرت في بداية التسعينات باختراعها الممسحة ذاتية العصر‏,‏ التي غيرت حياة مئات الملايين من السيدات حول العالم‏.‏
لكن الجديد في فيلم جوي الاشارة إلي أنه نصف مستوحي من أحداث حقيقية‏,‏ ربما للهروب من الالتزام الصارم بتفاصيل المخترعة الحقيقية‏,‏ أو تفاديا لمشاكل متوقعة مع عائلتها التي لم تنصفها أحداث الفيلم وجعلتها العدو رقم واحد للبطلة المكافحة‏.‏
يحكي الفيلم قصة عائلة عبر أربعة أجيال تدور حول الفتاة جوي‏(‏ جينيفر لورانس‏)‏ التي تضحي بطموحها المهني والشخصي في الحياة لتبقي مع أمها المحبطة التي لا تغادر غرفتها ولا سريرها منذ انفصل عنها زوجها رودي‏(‏ روبرت دي نيرو‏)‏ عندما كانت جوي طفلة صغيرة‏,‏ ولا تفعل شيئا في الحياة سوي متابعة مسلسل من مسلسلات الألف حلقة التي يطلق عليها في أمريكا مسلسلات الصابون علي غرار الجريء والجميلة‏.‏
تعيش جوي مع والدتها في منزلهما القديم المهترئ‏,‏ ويعيش معهما في نفس المنزل جدتها ميمي التي تقوم بدور الراوية للأحداث‏,‏ وطفلي جوي من طليقها انطوني‏(‏ إدجار راميريز‏)‏ الذي يقيم أيضا في قبو المنزل لأنه لا يعمل بانتظام ولا يملك مكانا ليقيم فيه‏.‏
تبدا الأحداث بعودة رودي‏(‏ روبرت دي نيرو‏)‏ إلي المنزل بعدما تخلت عنه حبيبته‏,‏ ليتقاسم القبو مع طليق الأبنة الذي لا يطيقه‏,‏ مع إشارة إلي تكرار رحيل الوالد كلما عثر علي صديقة أو حبيبة جديدة‏,‏ ثم عودته بعد أن تمل منه‏.‏
تفقد جوي عملها كموظفة لحجز تذاكر السفر في شركة طيران‏,‏ لتواجه أزمتها المستمرة مع الديون والالتزامات التي لا تستطيع الوفاء بها‏,‏ في ظل خذلان وتقاعس جميع من حولها‏.‏
حينما تشتد ظلمة الحياة حول جوي تخرج بفكرة عبقرية هي اختراع الممسحة السحرية التي تمتلك قدرات أعلي علي الامتصاص ويمكن عصرها ذاتيا دون الحاجة لاستخدام اليدين‏.‏
تبدأ المعاناة الحقيقية في اقناع صديقة والدها الجديدة وهي أرملة ثرية من أصل ايطالي تدعي ترودي بتمويل انتاج الممسحة‏,‏ ثم تكتشف وجود شخص في هونج كونج يملك براءة اختراع عن ممسحة مماثلة‏,‏ وتتعرض للسرقة من مصنع يحتكر تصنيع النماذج الأولي من الممسحة بدعوي انه مخول بذلك من المخترع الموجود في هونج كونج‏.‏
بينما تخوض كل هذه التحديات لا تجد أحدا من أهلها يدعمها سوي جدتها ميمي وطفلتها الصغيرة‏,‏ ثم صديقة طفولتها جاكي‏,‏ في حين تتعرض للحرب من أختها غير الشقيقة بيجي التي تتفنن في إحباط عزيمتها‏,‏ والتقليل منها أمام طفليها‏,‏ بينما الأب رودي ينحاز دائما لموقف حبيبته الأرملة الايطالية في أي خلاف ينشأ بينها وبين أبنته‏,‏ والام غارقة في كهفها المنعزل مع دراما الصابون التي لا تنتهي‏.‏
تستمر الاحداث بحدوث تحول إيجابي في حياة جوي عندما يساعدها طليقها في التعرف علي مسؤول بقناة تليفزيونية للترويج السلعي هو نيل والكر‏(‏ برادلي كوبر‏),‏ حينما كانت الفكرة في بدايتها في ذلك الوقت من التسعينات‏,‏ وبعد معاناة معتادة تتصدي جوي لتقديم الاعلان بنفسها وتنجح بالفعل لتنهال عليها الطلبات من أنحاء امريكا‏.‏
لكن تصطدم بمشكلة أخري هي محاولة المصنع سرقة اختراعها لتنهار الدنيا فوق رأسها خاصة مع المواقف الهجومية وغير الداعمة من عائلتها‏,‏ لكنها تواجه التحدي بقوة وتنجح في التغلب علي منافسيها لتتحول إلي سيدة أعمال قدمت اختراعات منزلية ناجحة أخري‏.‏
أبرز ما في الفيلم الأداء المتمكن لجنيفر لورانس التي استطاعت ببساطة شديدة تجاوز دور كاتنيس ايفردين بطلة السلسلة الشهيرة ألعاب الجوع‏(thehungergames),‏ لتقدم دور جوي الفتاة التي تكافح ليس فقط مشقات الحياة‏,‏ ولكن إحباطاتها العاطفية والمهنية بصدق ملفت‏,‏ استحقت معه الترشح لجائزة احسن ممثلة في جوائز ترشيحات نقاد السينما‏,‏ والجولدن جلوب‏,‏ وغيرها من المسابقات رغم أن العرض الأول للفيلم في امريكا لم يمر عليه سوي اسبوعين‏(‏ طرح في دور السينما يوم‏25‏ ديسمبر‏),‏ لكنها في بعض المشاهد التي يفترض أن تعكس قوة شخصيتها يبدو وكأنها تستحضر من عقلها الباطن أداء الممثلة رينيه زيلويجر ذات الملامح الذكورية الصارمة‏.‏
الاخراج لديفيد روسيل لم يقدم ما يلفت الانتباه تاركا الدراما وأداء الأبطال يأخذ زمام المبادرة‏,‏ لكن يحسب له بعض التفاصيل الموفقة مثل طريقة نقل مشاهد الفلاش باك من اللحظة الحالية للماضي‏,‏ وكذلك مشاهد الفلاش فورورد عندما تتجسد في عقل جوي هواجس مستقبلية‏,‏ ومنها حينما يستغل مشهد في مسلسل الصابون الذي تتابعه الأم‏,‏ فيحول أبطاله إلي شخوص عائلة جوي وهم يحاكمونها ويسعون لتحطيمها‏.‏
تصرف آخر للمخرج لا نعرف إن كان يحسب له أم عليه‏,‏ يتمثل في ميله لبناء فريق عمل يقدم مجموعة من الأفلام‏,‏ حيث نلاحظ مثلا أن الثلاثي لورانس ودي نيرو وكوبر قدموا مع نفس المخرج العام الماضي فيلم سيرينا المستوحي كذلك من قصة حقيقية‏.‏
الملاحظة السلبية الأهم علي الفيلم هي طول مدته‏(‏ ساعتان و‏4‏ دقائق‏)‏ واستغراقه في تفاصيل تدفع المشاهد للشعور بالملل‏,‏ مثل الاستفاضة في توضيح مشاكل جوي العائلية‏,‏ وغيرة أختها منها وعزلة أمها التي تنهيها بالوقوع في غرام سباك مهاجر من تاهيتي‏,‏ وكان يمكن الاقتصاد فيها والاكتفاء بإعطاء لمحات سريعة عنها لتقصير وقت الفيلم‏.‏

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق