رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

عشق..علاقات محطمة وصورة بصرية تفتقد الابتكار

باسم صادق
لا شك أن الكاتب أبوالعلا السلامونى يعد أحد عمالقة المسرح المصرى، فقد أثرى الحركة المسرحية بأكثر من ثلاثين نصا غاص من خلالها فى اعماق التاريخ والتراث والنماذج الشعبية الجذابة.

ولعل هذا يفسر لجوء عدد من أهم المخرجين لتجسيد عروضه على المسرح بدءا من عبدالرحيم الزرقانى وسعد أردش وعبدالرحمن الشافعى وعبدالغفار عودة ومرورا بكرم مطاوع ووصولا إلى ناصر عبدالمنعم وشادى سرور، وحتى مسرح القطاع الخاص أيضا قدم أعماله مثل "المليم بأربعة" للمخرج جلال الشرقاوى.. وأخيرا قدم له محمد متولى عرض "عشق" على مسرح الغد، والمأخوذ عن نصه الأصلى "تحت التهديد".

العرض يتناول فكرة العلاقات المحطمة فى مجتمع تعرض فيه نحات لاتهام خطأ بقتل شخص ما وجد مقتولا فى مرسمه.. وكانت النتيجة هى تعرضه للسجن، ومنذ هذا الوقت يعيش ذلك النحات أزمة نفسية فى علاقته بالمجتمع الخارجى وفى علاقته ايضا مع زوجته التى يرى انها كانت سببا فى سجنه بعد أن قامت بإبلاغ الشرطة بوجود الجثة فى المرسم.. تلك القصة تفجر صراعات عديدة بين البطل وزوجته باعتبارها ممثلا للمجتمع وللزوجة الخائنة لزوجها، وهو فى هذا يمارس عليها كافة أنواع الضغوط النفسية ليثبت عليها تلك التهمة سعيا لإثبات براءته أمام ذاته على الأقل، حتى ينتهى الأمر بانتحارها فيقف ايضا مدافعا عن نفسة من التهمة الجديدة بقتل زوجته.. وتكمن سر جاذبية العرض فى انحيازه للنفس البشرية بكل لحظات ضعفها وانهيارها، ولكنى اختلف مع المخرج محمد متولى هنا فى تحويل قاعة مسرح الغد إلى المسرح التقليدى المعروف باسم "العلبة الإيطالية" وقسم القاعة نصفين احدهما للجمهور والآخر لخشبة المسرح، فهذه القاعة مفتوحة وذات مواصفات بها قدر كبير جدا من المرونة التى تتيح للمخرج التعامل معها بأقصى درجات الابتكار من حيث الديكور والصورة البصرية، خاصة وان قصة العرض تتعامل مع علاقات اجتماعية وإنسانية مهشمة، وهو ما يفرض على المخرج ضرورة المغامرة لتقديم صورة بصرية جذابة من المؤكد أنها ستكون فى صالح الأحداث،.. ولكنه للأسف قيّد قدرات مصمم الديكور محمود الغريب فى ترجمة الدراما بصريا، فلجأ إلى تقسيم خشبة المسرح التى أقامها خصيصا إلى جزء علوى يتم تجسيد الأحداث عليه برقص تعبيرى، وجزء سفلى يجسد عليه ابطال العرض الأحداث دراميا، مع الفصل بين الجزئين بنوافذ محطمة، مع إحاطة المشهد الدرامى فى الجزء السفلى للخشبة بتماثيل محطمة وأعمدة مائلة تمثل قيود السجن، وهو ما قيد أيضا قدرات الممثلين خاصة رامى الطنبارى ذو الإمكانات التمثيلية المبهرة ونبرات الصوت التى وظفها فى رسم انقسامات الشخصية الداخلية ببراعة شديدة، ولكنه كان يبذل قصارى جهده لتعويض أداء لمياء كرم المتواضع فى دور زوجته وإن كانت قد بذلت جهدا واضحا فى تجسيد تلك الشخصية ولكنها كانت مؤثرا سلبيا على أداء الطنبارى، بالإضافة لضعف الأداء التعبيرى للراقصين فى تجسيد رقصات طارق حسن.. لذلك أتصور حماس الفنان اسماعيل مختار مدير المسرح لإنتاج هذا العرض على مسرحه كان يتطلب قدرا من المرونة والمغامرة من المخرج بقدر فلسفة عروض تلك القاعة ورؤاها المتجددة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق