نقطة وكلمة
أرجوك لا تتعجب!

لا تتعجب كثيراً وأنت تتابع يومياً أزمات اتحاد الكرة وتسمع عن استقالات حتى لو لم تكن خالصة النية، فكثرة مشاكله وأزماته وخلافاته وصراعاته، وحتى التراشق بين أعضائه أصبحت حالة عامة، تعكس ضعف قائد المجموعة فى السيطرة عليها، وسواء كان علام هو الذى يقود السفينة أو أنه أبوريدة من خلف الستار، فالفارق ليس كبيرا بينهما، فكلاهما عاجز عن توفيق أمور الإتحاد ومشكلاته.

ولا تتعجب وأنت ترى أى مشكلة صغيرة كانت أم كبيرة، تتحول إلى رأى عام خلال 48 ساعة فقط، بفضل امتهان أغلب أعضاء المجلس بالعمل الإعلامى فى الفضائيات المنتشرة هنا وهناك، حتى لو لم يكن كمقدم برامج فمن خلال وجوده كضيف دائم على مدار الساعة، والبركة فى المداخلات الهاتفية.

ولا تتعجب مع اتحاد الكرة وأن تراه عاجزا عن الخروج برأى واحد فى قضية، مثل المثارة حالياً والتى تتلخص فى التسربيات الهاتفية، فبعيدا عن صلب القضية وأبعادها وخطورتها، فالتناقض فى الرأى صارخ بين أعضاء الاتحاد، فترى من يقلل من أهمية القضية وآخر يعتبرها نهاية للمتسببين بها، وثالث لا يعلم عنها شيئا. فكثير من القضايا الأهم تاهت وسط ملفات وأدراج الاتحاد ولم يعلم أحد عنها شيئا بسبب الرغبة فى التعتيم، والجميع يتذكر «فضيحة» التورط فى لعب المنتخب الأوليمبى السنغالى مع منتخبنا الأول وتم التضحية بالموظفين الغلابة للتغطية على المتسبب صاحب النفوذ!

ولا تتعجب مع اتحاد الكرة وهو لا يعترف بخطئه أو أنه يصحح من أسلوبه لو أصاب الكرة المصرية أى اعوجاج، وما يدعو للأسف أن يخرج رئيس الاتحاد ليقول ان دوره إعدادى فقط، أى أنه يوافق على خطط إعداد المدربين سواء أول أو اوليمبى أو حتى شباب، ويتنصل من محاسبة المخطئين، بحجة أن سهم الإخفاق نفذ فما الداعى لحساب المخطئ والذى انتهت علاقته بالاتحاد.

يا سادة سيظل إتحاد الكرة به الكثير من العوار والأزمات مادام كل أعضائه لا يملكون مقومات الإدارة الناجحة، وللأسف لدينا من القوانين واللوائح العقيمة التى تحرم كثيرا من عباقرة الإدارة الرياضية من شغل المناصب القيادية بالاتحادات، بحجة أنهم لم يمارسوا اللعبة أو لم يسجلوا فى دفاتر الاتحاد كلاعبين، وتناسوا أن الإدارة علم وفن ليس له صلة بمن كان لاعبا سواء ناجحا أو فاشلا.. فلا تتعجب مع اتحاد الكرة!

لمزيد من مقالات محمد نبيل