عين على الأحداث
مصر وألمانيا ..وعام الفرص

بدأت مصر مباشرة مهامها كعضو غير دائم بمجلس الأمن لمدة عامين في فترة تزدحم بالتطورات التاريخية والصراعات الإقليمية والدولية التي تتطلب شحذ الهمم والقوة لمواجهتها بفاعلية حسما لحالة السيولة التي نشهدها حاليا .

ولا شك أن في مقدمة التحديات التي علينا التصدي لها:مشكلة الإرهاب التي تتطلب تكاتفا دوليا وتنسيقا مشتركا لمواجهتها. وسيكون علي مصر القيام بدور نشط في هذا السياق ،خاصة لرئاستها لجنة مكافحة الإرهاب المنبثقة عن المجلس، إلي جانب طرحها للقضايا العربية والإفريقية.

بدءا من العام الحالي ولمدة عام تتولي ألمانيا رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (57 دولة) خلفا لصربيا.

وتعتبر تلك المنظمة أكبر تجمع أمني إقليمي علي مستوي العالم، يمتد من كندا وحتي وسط آسيا، ويضم كل الدول الأوروبية عدا كوسوفو والجمهوريات السوفيتية السابقة والولايات المتحدة، والمنظمة هي الاسم المعدل لمؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا الذي انطلق في هلسنكي عام 1975وتحول في عام 1995 إلي «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» .

ولم تتول ألمانيا رئاسة التجمع منذ عام 1991 . هانس ديتريش جنشر وزير الخارجية الألماني الأسبق، مهندس الحوار والوفاق بين الشرق والغرب أعرب عن اعتقاده بأن هناك حاليا فرصة كبيرة لتعزيز السلام في أوروبا ،ويجب استغلالها وعدم إضاعتها.وزير الخارجية الحالي فرانك فالتر شتاينماير أكد أن هناك حاليا حاجة ملحة لجهود المنظمة في ظل الظروف العصيبة والأجواء العاصفة التي نمر بها. وقال إن ذلك المنبر يتيح إطارا للحوار وجسرا بين الشرق والغرب .ولفت إلي أن إعادة توحيد شطري ألمانيا ما كان يتحقق بدون مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا. شعار الرئاسة الألمانية للمنظمة يدعو لتجديد الحوار، وإعادة بناء الثقة واستعادة الأمن، وفي مقدمة مايشغلها: مكافحة الإرهاب والأزمة الأوكرانية ودعم حقوق الإنسان. مصر وألمانيا قوي إقليمية تلعب دورا حيويا في محيطهما بل ودوليا، ويحمل العام الحالي لهما فرصا يجب عدم إهدارها.