رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بعد منحه وسام العلوم والفنون فى الاحتفال بالمولد النبوى
د. عبد الغفار هلال: تكريم الرئيس للعلماء والمفكرين تقدير للعلم وأهله

حوار - خـالد أحـمد المطعنى:
على الرغم من أن عمره يشارف على الثمانين عاما، فإننا وجدناه في محراب العلم بكلية اللغة العربية مشرفا على إحدى رسائل الدكتوراه، بصوته الأجش يحاور ويناقش ويصوب ويوضح ما يجب أن يكون عليه الأمر، إنه الدكتور عبد الغفار هلال العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بالقاهرة، الذي كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أيام قليلة بمنحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، خلال احتفال مصر بذكرى المولد النبوي الشريف، وفى حواره مع «الأهرام» أكد أن تكريم الرئيس للعلماء هو تقدير واحترام للعلم وأهله وليس تكريما لشخص لذاته، وشدد على ضرورة الاستفادة بالمناسبات الدينية في إعادة منظومة القيم والأخلاق في المجتمع.

يؤكد أن مبادرات تجديد الخطاب الديني لم يتحقق لها أثر ملموس على أرض الواقع، وان توصيات المؤتمرات الدينية حبر على ورق، ويرى أن التجديد يقتضى الالتزام بالثوابت وتنقية التراث الإسلامي من الشوائب .. وإلى نص الحوار:

{ كيف ترى تكريم الرئيس لفضيلتكم؟ وهل كان الأمر مفاجأة لكم؟

{{ أرى فى هذا التكريم سواء لى او لغيرى من العلماء، اهتماما وتقديرا واحتراما من الرئيس والدولة للعلم والعلماء، وليس لشخص لذاته، وفى هذا إشارة لجميع العلماء بل ولكل مصرى يعيش على ارض هذا البلد ويحبه أن يجتهد ويتقن عمله، حتى تكون مصر رائدة كما عودتنا دائما، كما أن الرئيس يكرر فى جميع كلماته أن مصر تحتاج إلى العمل ليل نهار، وهى بلا شك دعوة صادقة من رئيس مخلص لوطنه. ولا أخفيك سرا كان لدى توقع وشعور وإحساس قوى بأنه سيتم تكريمى فى يوم من الأيام، ولكن لا أعلم الوقت الذى يتم فيه ذلك التكريم، وحينما أخبرت بهذا التكريم استقبلت الخبر بالبشر والترحاب وحمدت الله على هذا الفضل، وسجدت له شكرا، وأيقنت تماما ان الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا.

{ أهديت الرئيس السيسى قصيدة فى الاحتفال؟ ما اسمها؟

{{ سلمت الرئيس فى الاحتفال بالمولد النبوى قصيدة حول مشروع قناة السويس الجديدة، حيث ان هذا المشروع العملاق تم فى فترة وجيزة، وجاءت تحت عنوان «أنشودة الفلاح لمصر قناة السويس الجديدة»، وكنت قد ألفتها قبل الاحتفال بالمولد النبوى، وهذه القصيدة تصلح لان تكون أنشودة للانجازات الوطنية العملاقة .

{ برأيكم كيف يستفاد بالمناسبات الدينية فى إعادة منظومة القيم والأخلاق فى المجتمع؟

{{ من المعلوم لدى الجميع أن السيرة العطرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتاريخ الإسلامى عموما، مملوء بالمواقف والعبر والدروس التى تعطينا القدوة الحسنة، فلتكن المناسبات الدينية وسيلة فعالة وناجعة لمعالجة انهيار منظومة القيم والأخلاق فى المجتمع التى يعانى منها الجميع حاليا، علينا إبراز جوانب الرحمة وتأكيد قيم المواطنة والحفاظ على حقوق الإنسان، والتعايش السلمي، وقبول الآخر ونبذ الفرقة والتشرذم، كل هذه المعانى وغيرها علينا تعليمها وسردها فى أساليب عصرية تناسب عقول النشء حتى يستقيم بها سلوكهم، مع تحويلها إلى برامج عمل وربطها بواقع واحتياجات وأحوال الناس، حتى تؤتى ثمارها.

{ وكيف نواجه الفكر المتطرف المنتشر حاليا؟

{{ هذا الأمر مسئولية مشتركة بين جميع المؤسسات الدعوية والتعليمية والإعلامية والثقافية وكل مؤسسة تعنى بنشر الفكر وتخاطب العقول، مع الاستعانة بأرباب الفكر المعتدل وأصحاب التجارب العملية فى مثل هذه القضايا، وأقول للقائمين على أمر الدعوة عليكم مسئولية كبيرة وأمانة عظيمة فى هذا الشأن، فلنتخذ من سيرة رسول الله القدوة فى تعليم الناس حسن أدب الحوار والتعامل بالحسنى مع الآخرين سواء فى الداخل أو الخارج.

تجديد الخطاب الديني

{ كيف ترون قضية تجديد الخطاب الدينى خاصة أن الرئيس يؤكد عليها فى كل مناسبة؟

{{ تكرار دعوات الرئيس فى كل مناسبة بضرورة تجديد وتصويب الخطاب الديني، تدل على وعى الرئيس بأهمية تلك القضية، خاصة أن الجرائم الإرهابية فى الداخل والخارج ترتكب باسم الإسلام وهو منها براء، مما يستدعى تجديد الخطاب بما يناسب واقع وحياة الناس، وتصويب الخطاب الدينى يقتضى عدة أمور، منها الالتزام بثوابت الدين، مع القضاء على فوضى الفتاوى التى تجتاح العالم الإسلامى شرقه وغربه، وتنقية التراث مما لحق به من شوائب فى عصر ضعف ووهن الأمة، مع ضرورة تقديم الخطاب الدعوى عبر وسائل عصرية بطريقة تحمل الخير والتفاؤل للناس بعيدا عن لغة الإحباط التى لا تخدم المجتمع فى شيء.

{ بعد كل فترة تظهر فتاوى وآراء شاذة تعكر صفو المجتمع.. فما رأيكم خاصة ونحن مقبلون على الاحتفال بعيد ميلاد المسيح؟

{{ لا بد من القضاء على منابع هذه الآراء الشاذة التى تسىء للإسلام والدعوة إلى الله تعالى، من خلال التوعية الدينية والثقافية الصحيحة، ومحو الأمية الدينية التى تعد البيئة الحاضنة لانتشار مثل هذه الفتاوى الباطلة، مع تكثيف حملات وبرامج الدعوة الوسطية فى وسائل الإعلام المختلفة، مع استمرار القوافل الدعوية فى أماكن تجمع الناس وبخاصة الشباب مثل الأندية الاجتماعية والثقافية، وفى الوقت نفسه جعل التربية الدينية مادة أساسية فى مراحل التعليم المختلفة، مع وضع مناهج تدعو وتؤكد على مكارم الأخلاق وتغرس قيم الانتماء والولاء للوطن ونشر ثقافة الحب والإخاء، ويضع هذه المناهج علماء وخبراء ومتخصصون بما يخدم مصلحة المجتمع ولا يؤدى إلى التصارع، مع إعمال القانون مع المخالفين والمتصدين للدعوة والفتوى بغير علم حماية لأمن المجتمع.

{ وهل لدى فضيلتكم حاليا من جهد علمى تقدمونه للناس؟

{{ نعم، سيصدر لى خلال الأيام القليلة المقبلة، «التفسير البيانى للقرآن الكريم» فى مجلدات مطبوعة متعددة، الجزء الأول منه يشمل نحو ستة مجلدات فى ثلث القرآن، والباقى سيصدر تباعا، وهو تفسير يراعى واقع الناس ومستجدات العصر، كما يوجد لى فى المكتبات المختلفة أكثر من مائة كتاب، حول الدعوة الإسلامية واللغة العربية وموضوعات اجتماعية شتى تتصل بجميع جوانب الحياة، وآلاف الأبحاث العلمية التى قدمت فى المؤتمرات فى الداخل والخارج.

{ ما رأى فضيلتكم فى المؤتمرات والندوات التى تعقد من أجل تجديد الخطاب الدينى، هل هى مجدية؟

{{ التوصيات التى تصدر عن هذه المؤتمرات لا شك هى جيدة ومفيدة، ولكن للأسف لا تفعل على أرض الواقع مما يجعلها حبرا على ورق، ولكن إذا تم تفعيل هذه التوصيات من خلال برامج عمل تكليفية لكل جهة مسئولة عن موضوع بعينه، لا شك ستكون النتيجة ايجابية.

{ ظاهرة «الإسلاموفوبيا» كيف تتم مواجهتها فى الغرب؟

{{ من المعلوم أن المواطن فى الغرب يحب القراءة والاطلاع، واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة فى جميع مجالات حياته، وأيضا وسائل التواصل الاجتماعي، فلماذا لا نتخذ من هذه العوامل مدخلا ووسيلة للدعوة إلى تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام فى الغرب؟، سواء عن طريق طبع كتيبات صغيرة بلغات أجنبية متعددة وحملات إعلامية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يشرف على المادة الدينية جهات مسئولة مثل الأزهر ودار الإفتاء والأوقاف، بحيث تقدم الإسلام فى صورته الصحيحة، بعيدا عن الغلو والتطرف، ويكون هذا بالتنسيق مع سفارات مصر والمسئولين الرسميين فى دول الغرب.

{ وماذا عن الإعلام الدينى؟

{{ يجب أن يتم تطوير البرامج فى الإعلام الدينى من حيث العرض والمحتوى، ويجب مشاركة أصحاب الفكر المستنير، مع وضع خطة متكاملة منظمة مراعية للواقع.

{ كلمة توجهونها للشباب؟

{{ عليكم بالعمل والعلم والقراءة النافعة، والتمسك بالقيم والأخلاق الفاضلة، وحب الآخرين والانتماء للوطن، وإياكم وإتباع الفرق والطوائف والتيارات المنحرفة التى تهدم ولا تبنى وتخرب ولا تعمر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق