رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

نحو الحرية
وفـــاة قطــاع الصحــة إكلينيـكا

المريض فى مصر امام ثلاثة اختيارات للعلاج جميعها مر، فإما ان يختار المستشفيات الخاصة إذا كان ميسور الحال وحينها قد يخرج معافى لكنه سوف يبيع ملابسه على باب المستشفى بعد ان تحول الطب الى تجارة و«بيزنيس»

وقد يختار بعض الفئات المتوسطة المستشفيات التعليمية الجامعية باعتبارها تحوى أساتذة كبارا فى مجال الطب لكن هؤلاء يفاجأون بكارثة الإهمال وتدنى مستوى التمريض الذى يتعامل عادة مع المرضى بصورة غير ادمية و يكتشف انه يشترى كل الادوية من الخارج حتى «الحقنة» والقطن و«الشاش».

اما الغلابة فلا سبيل امامهم سوى المستشفيات الحكومية وفيها حدث ولا حرج حيث يخيم عليها عزرائيل فى كل جنباتها ويحمد ربه كل من خرج منها ماشيا على قدميه.

وهذه الاختيارات المأساوية ترجع الى منظومة الصحة الشريرة فى مصر التى فاقت فى توحشها ما يحدث فى المجتمعات الرأسمالية التى كسرت كل القواعد واستثنت بند الصحة باعتباره حقا من حقوق الإنسان وأصبح التأمين الصحى فى الغرب التزاما ومعيارا أساسيا للسياسات الداخلية الغربية ويعنى تجاهله الإطاحة بأى حكومة ديمقراطية مهما كانت شعبيتها.

قد يصبر المواطن على الفقر الجوع ولكنه لن يتحمل آلام المرض دقائق ويتمنى الموت كل لحظة مادام ان حكومته لا ترحمه ..وهل هناك اهم فى اى دولة من صحة مواطنيها؟ لما لها من تأثير كبير على جهود التنمية فيها.

إلى متى سنعيش فى ظل منظومة صحية فاشلة متوحشة تلتهم الفقراء والاغنياء معا؟ لابد من ايجاد خيار رابع أمام المرضى فى مصر يتبناه منظمات المجتمع المدنى والبرلمان المقبل من خلال اصدار تشريعات جديدة وسياسات حكومية جريئة تعيد الحياة لقطاع الصحة بعد ان صار اشبه بمريض توفى إكلينيكا ووجوده أصبح مرهونا بجهاز التنفس الصناعى.


[email protected]


لمزيد من مقالات نبيل السجينى

رابط دائم: