رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

تأملات سياسية
سؤال الحداثة والتوحش

هل يمكن لمصر أن تحدث تلك النقلة التى نحلم بها إلى العالم ما بعد الحديث؟ أم أن ما حدث من تطور دستورى وسياسى

فى مواجهة الدينى أدى بنا إلى حالة تراجع واضحة انتقلنا خلالها من سؤال الحداثة وما بعدها إلى سؤال التوحش الراديكالى.. المرتبط بداعش وبوكو حرام. هذا سؤال بالغ الأهمية يحاول المفكر نبيل عبدالفتاح أن يجيب عليه فى سياق الحديث المتواتر عن «تجديد الفكر الدينى» وهو الذى يحمل عنوان مؤلفه الجديد والذى يتطرق من خلاله إلى ظاهرة الجمود فى الفكر الدينى الإسلامى وخطاباته وأسباب الاستمرارية التاريخية للظاهرة الممتدة، والأخطر سؤال التجديد الذى أعيد إنتاجه. يشير نبيل عبدالفتاح صاحب كتاب «المصحف والسيف - علاقة الدين بالدولة فى مطلع الثمانينيات» إلى ارتباط سؤال التجديد بالتغيرات السياسية التى تمت فى المنطقة بعد فشل الانتفاضات الثورية العربية - كما يسميها - ومعها جماعات الإسلام السياسى فى السلطة عبر الآليات الانتخابية لعديد من الأسباب، بعضها يتصل بالبنية الفكرية والايديولوجية لهذه الجماعات .

سؤال التجديد الدينى فى الفكر والخطاب أصبح خطابا سلطويا ولم يعد جزءا مركزيا أو رئيسيا من الهموم الفكرية للجماعات الثقافية أو المؤسسة الدينية الرسمية، وفى هذا السياق يشير عبد الفتاح إلى مظاهر جمود الفكر والخطابات الدينية، على سبيل المثال التأثر بالفقه السلفى، وتأثر بعض الأزهريين بالاتجاه الإسلامى الراديكالى، وتمدد جماعة الإخوان والسلفيين داخل الأزهر، وتديين المجال العام من خلال الإرشادات الدينية على الحوائط والمصاعد الكهربائية والسيارات وبث القرآن فى سيارات النقل العام والتاكسى .

نبيل عبدالفتاح يجيب على سؤال جوهرى هو : لماذا أخفقت عمليات تحديث مصر التى بدأها محمد على وإسماعيل باشا منذ أكثر من 200 عام لصالح إدارة التوحش القادمة عبر الحدود؟

لمزيد من مقالات جمــال زايــدة

رابط دائم: