حالة حوار
نبيل..وتجديد الخطاب الدينى

نبيل..فى 111 صفحة يقدم لهذه الدولة، وان شئنا لهذه الأمة (وصفة) دقيقة لحل احدى اشكالياتها المزمنة والمضفرة مع مستوى أو منسوب الحريات العامة، ودرجة التقدم الفكرى والسياسي، اذ فى فترات التخلف والاضمحلال يموت فى نفوس الفقهاء روح الاستقلال فيبتعدون عن الاجتهاد، وقد قذفت الأحداث المرافقة لعملية يناير 2011 وتلك التى تلتها الأمة المصرية الى حالة من الارتباك الفكرى سيطر فيها الاخوان والسلفيون على النظام وأنتجوا نصا (2012) هو أحد أسوأ الوثائق الدستورية لانطوائه على نصوص دينية لم تعرفها الدساتير السابقة، وهى مضادة للحداثة والدولة القومية، وتسعى الى انشاء جهات قضائية شرعية عرفية فى سيناء، والى تطبيق تأويلات الاخوان والسلفيين على بعض المواطنين بالقوة خارج القانون. وفى نصه الممتاز يحاول نبيل ضبط بعض المفاهيم السائلة وضمنها (الخطاب) فيقول أن له عدة مستويات أولها (اللغة والأسلوب) وثانيها (المضمون أو الفكرة) وثالثها (النظام والبنية) مؤكدا:» يبدو لسوء الحظ أن كل محاولات التجديد لم تتجاوز المستويين الأوليين وعلى النحو الذى انحصرت معه هذه المحاولات عند سطح الخطاب أو بالقرب منه. ولذلك لم يرصد كاتب النص أى تأثير نوعى فى الخطابات الدينية النوعية الا فى وثائق الأزهر الثلاث ذائعة الصيت: (مستقبل مصر- دعم الثورات- الحريات الأساسية) وغير ذلك كان فى رأيه تهجينا للخطاب النقلى ببعض المفردات الحديثة التى تبدو ذات (شكل حلو)، وبحيث سقط الخطاب الدينى فى مستنقع التفاعل بين العقل السياسى التسلطى والعقلية الدينية النقلية التى تركز على الأوامر والنواهي، والاختراق لمؤسسة الأزهر وتحييده لمنبع للفكر السنى المعتدل ويحدد نبيل طريقنا للخروج فى رحابة التجديد لعناصر عديدة منها: دراسة الوثائق العولمية حول القيم الانسانية والدينية المشتركة وتحليلها من منظور نقدي، وقيام مؤسسة الأزهر وقادتها بدراسة واقع الخطاب الدينى السائد وكيفية تطويره من داخله بأيدى أبنائه، وادخال الاجتهادات الفقهية التى أنتجها فقهاء النهضة والاصلاح الى مناهج التعليم الأزهرى.

لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع