وستبقى «الأهرام» بقاء مصر الوطن، الأمة ، التاريخ، المقاومة، الأمل فى غد أفضل مهما زادت الأحمال، وطافت بنا مصاعب اليأس!!
ان «الأهرام» التى عاشت أربعين عاماً بعد المائة، ليست مجرد جريدة، ولامؤسسة تحوى بين ضلوعها ريادة صحفية، ولاتميزاً خلاقا، أو حتى تفوقاً تجاوز حدود المحلية إلى العالمية لكنها «ضمير» يسكنك بعد أول «لقاء» مهما بعدت عنها.. هى تجرى فيك مجرى الدم المهنى بمجرد أن تشتم رائحة حبرها وتُلامس أصابعك أوراقها.
هى «الروح» وقت أن تضعك الحياة فى عنايتها المركزة، والتاريخ الذى يُسعد أبناءه من أوصال أجداده ، والمستقبل وقت أن تنسى ملامح حاضرك، وتجهل ماذا يخبئ لك الزمان!!
ستبقى «الأهرام» لنا قصة عشق لاتموت حتى بعد أن نذهب إلى لحودنا.. وكيف تموت وهى تسكن أرواحنا، ومن خيرها تكونت أجسادنا ؟!
ستبقى «الأهرام» لى ولكثيرين من أبناء جيلى كقصيدة شعر تشكلت حروفها من نظرة إلى نجيب محفوظ، وهو يقف إلى جوارنا فى المصعد، ومثلها ليوسف إدريس وهو يمشى بجمال طلته بيننا، وسلامنا على د. مصطفى محمود، وهو يراجع مقالته بنفسه فى الدور الثالث، وأمامه بنت الشاطئ، وهى منكفئة على صفحتها بتواضع الكبار، وأمامنا نرى لويس عوض وصلاح طاهر، صلاح منتصر، عبدالوهاب مطاوع، سلامة أحمد سلامة، صلاح الدين حافظ، سناء البيسى، عبده مباشر، عزت السعدنى، فاروق جويدة وغيرهم كثيرون.
وقتها لم يكن لنا «ظهر» لندخل الأهرام لكننا دخلنا، فهى لاتتخلى عنك مادمت قادراً على العطاء لأنها ليست مجرد جزء من الوطن، بل قلبه، وهى لاتعبر عن الناس فقط بل واحدة منهم، وهى ليست ملكاً لمن فيها فحسب بل «بيت الأمة» الصحفية المصرية، إن حاول أحد أن ينالها بسوء، لن يسمح له كل صحفيى مصر وشعبها..
نعم ستبقى الأهرام مادامت مصر!
لمزيد من مقالات حسين الزناتى رابط دائم: