أصدر مرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية كتابه الأول ضمن سلسلة إصداراته لمواجهة الجماعات التكفيرية والمتطرفة
والذي جاء بعنوان «تنظيم داعش .. النشأة والجرائم والمواجهة» . وجاء الكتاب في ستة فصول متنوعة تفند وترد علي مزاعم وتأويلات جماعات العنف والتكفير حول العالم وخاصة تنظيم «داعش» الأكثر عنفًا وتطرفًا ودموية بين التنظيمات الإرهابية.
وتناول الفصل الأول تحرير عدد من المفاهيم والمصطلحات الإسلامية التي تعرضت للتشويه علي أيدي جماعات العنف والتكفير، من بينها مفاهيم دار الحرب ودار الإسلام، ومفهوم الهجرة في الإسلام، ودلالته، بالإضافة إلي مفهوم الجهاد كأحد المفاهيم الرئيسية في الإسلام
وتناول الفصل الثاني النشأة الحركية للجماعات التكفيرية والأسس الفكرية التي تستند إليها تلك الحركات، وبيان أوجه الشبه والاتفاق بين حركات العنف والتكفير عبر التاريخ، والمزاعم الفكرية التي يروجون لها ويستندون إليها في نشر العنف والتطرف.
بينما تناول الفصل الثالث من الكتاب السلوك الإجرامي الذي اُشتهِر به التنظيم بذبح المعارضين والأسري، حيث عرض الكتاب تاريخ الذبح لدي التنظيمات التكفيرية عبر التاريخ، ودوافع انتهاج «داعش» لعقيدة الذبح، وتأويلهم الخاطئ لأحاديث القتال خاصة حديث «جئتكم بالذبح» وحديث »جعل رزقي تحت ظل رمحي« وتفنيد شبهات تنظيم «داعش» الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية حول الحديثين، وذلك في إطار رصد المرجعية الفكرية التي يعتنقها هذا التنظيم التكفيري ويستند إليها في عملية ذبح المعارضين والأسري.
ورصد الفصل الرابع الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة علي أيدي عناصر تنظيم «داعش»، من امتهان واستغلال شنيع لتحقيق مآرب دنيوية وأهداف دونية لا تمت للإسلام بأدني صلة، بالإضافة إلي تتبع طرق تجنيد «داعش» للنساء وأسباب انضمامهن لهذا التنظيم وما قام به من سبي لنساء واستخدامهن عبيدًا «للجنس» ومصدرًا للدخل عبر بيعهن في أسواق للنخاسة.
وقد تتبع الكتاب في فصله الخامس صور استغلال واستخدام الأطفال لدي التنظيم الإرهابي، وذلك من خلال الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال علي يديه، وبيعهم رقيقا في الأسواق، وتجنيد العديد منهم للقتال لدي التنظيم، خاصة مع قيام التنظيم بعمل معسكرات للأطفال لتدريبهم علي فنون القتال وتكتيكاته، واستخدام العديد منهم كأجسام مفخخة لتنفيذ عمليات انتحارية وتفجيرات نوعية، وسعيه الدائم لتجنيد المزيد من الأطفال بدعوي أنه يروض «جيلاً قادمًا» يحمل أيديولوجيته، وقادرا علي ضمان ديمومته لسنوات وربما لعقود قادمة.
ويأتي الفصل السادس من الكتاب ليلقي الضوء علي جريمة العمليات الانتحارية التي يقوم بها تنظيم «داعش» من حيث الأسباب والدوافع، والعوامل العقدية والنفسية والاجتماعية، والفتاوي التكفيرية وأسباب انحراف «داعش» وغيرها من التنظيمات الإرهابية والتكفيرية عن معني الجهاد وخروجهم عن السنة والطعن في متونها واستحلال الدماء.
كما تناول الكتاب ظاهرة «المرأة الانتحارية» ودوافعها وأسبابها، وإحياء فكرة التترس وإباحة قتل الأبرياء واستعرض أيضا فتاوي كبار العلماء من اتجاهات وأقطار مختلفة في تحريم العمليات الانتحارية وتفنيد شبهات المجيزين للعمليات الانتحارية مع التذكير بتداعيات العمليات الانتحارية علي الإسلام والمسلمين. وجريمة تنظيم «داعش» ضد الآثار، خاصة التماثيل، فاستعرض فتاوي الهدم والتدمير موضحًا أن القرآن لا يأمر بهدم الآثار والتماثيل، وأن السنة النبوية الشريفة ضد الهدم، وأن الفتح الإسلامي لم يصحبه هدم للآثار، وأن الآثار والتماثيل ليست شركًا بل هي كنوز وتراث إنساني.
رابط دائم: