رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

غاز «ظهر» فى موازين الشــــــــــركاء الكبار
گلاوديو ديسگالزى الرئيس التنفيذى لمجموعة «إينى» ENI الإيطالية فى حوار مع الأهرام:السيسى والحكومة المصرية يقدمان نموذجا ممتازا للمسار السريع فى التفاوض لم نختبره فى دول أخرى

أجرى الحديث فى روما: عـزت إبـراهيم
الغاز الطبيعى هو تحدى مصر الكبير فى الألفية الجديدة، كونه مصدرا حقيقيا للتنمية الاقتصادية للبلاد وللصادرات.

وعندما أعلن الرئيس التنفيذى لمجموعة إينى الإيطالية كلاوديو ديسكالزى عن مفاجأة "حقل ظهر" فى مياه البحر المتوسط لم يكن مبالغا عندما قال هذا اكتشاف تاريخى سيغير صناعة الطاقة فى مصر، وربما أكبر اكتشاف للغاز فى كل العصور، لفت انتباه شركات البترول الكبرى والمستثمرين فى جميع أنحاء العالم. ففى بيان للشركة فى أواخر شهر أغسطس، أعلنت اينى أضخم اكتشاف الغاز الطبيعى قبالة السواحل المصرية، وأكبر اكتشاف للغاز من أى وقت مضى فى مصر أو حتى البحر الأبيض المتوسط.

تم العثور على "حقل ظهر" داخل المياه العميقة كتلة "شروق" بما يقدر بـ ٨٥٠ مليار متر مكعب (٣٠ تريليون قدم مكعب) من الغاز الطبيعي، أى ما يعادل تقريبا ٢٠ ضعف استهلاك الغاز الطبيعى من مصر (٤,٤٤ مليار متر مكعب فى عام ٢٠١٤) حيث تنتشر احتياطيات ضخمة على مدى ما يقرب من ١٠٠ كيلو متر، ودفع تصنيف الحقل إلى فئة الحقول "العملاقة"، وهو نوع نادر على الصعيد العالمي.

وقالت اينى التى تملك بالكامل ترخيص الشروق بعد أن فازت الشركة الإيطالية بكتلة الشروق فى مناقصة دولية عقدت فى أوائل يونيو من عام ٢٠١٢.

وتملك اينى تاريخا طويلا من العمل فى مصر منذ عام ١٩٥٤ عندما قامت شركة تابعة اينى IEOC بالاكتشافات البترولية الأولى فى حقول بلاعيم سيناء وحقول برية أخرى فى خليج السويس وتمتع إنريكو ماتي، أول رئيس لإيني، بعلاقات جيدة مع الرئيس جمال عبد الناصر.

وتركز الشركة الإيطالية حاليا على زيادة احتياطيات الغاز فى البحر الأبيض المتوسط بهدف تلبية الطلب المحلى فى مصر وعلى أمل زيادة فرص التصدير فى ظل أهداف طموحة على نحو متزايد فى مواجهة تراجع الإنتاج من الحقول القديمة.

وتهدف وزارة البترول إلى بدء إنتاج الغاز من حقل ظهر العملاق فى وقت مبكر من عام ٢٠١٧، قبل عام من الموعد المحدد. وتخطط شركة اينى لاستثمار ما بين ٦ و١٠ مليارات دولار أمريكى لتطوير حقل ظهر حسب التوقعات السابقة إلا أن الأرقام الأخيرة من وزارة البترول تشير إلى ارتفاع الإستثمارات إلى ١٢ مليار دولار.

التقت "الأهرام" بالرئيس التنفيذى لإينى كلاوديو ديسكالزى فى العاصمة الإيطالية روما على هامش مشاركته فى "منتدى حوارات البحر المتوسط" مؤخرا بعد أن إستقطبت مشاركته إهتماماً بالغاً من الحضور حيث تحدث بتفاؤل كبير عن مقومات حقل "ظهر" والتوقعات المستقبلية للكشوفات فى المياه المصرية والتى تفتح الباب أمام قيام مصر بتصدير الغاز للسوق الأوروبية.




فإلى نص الحوار:

الأهرام: كيف ترى مقومات "حقل ظهر" بعد الإعلان عن الكشف العملاق من جانبكم فى أغسطس الماضي؟

► فى الوقت الحالى نعمل على الكشف الحالى فى حقل "ظهر" وسوف نبدأ العمل فى الحقل الجديد فى شهر يناير المقبل، ولا توجد خطط للحفر العميق للوصول إلى المزيد من الكشوفات فى الأعماق، ولكن ربما نقوم بمثل تلك العمليات فى المستقبل. ونبدأ العمل على الفور فى عمليات تطوير الحقل الحالى وهناك بعثة فنية من شركة "إيني" توجد حاليًا فى مصر وتقوم بمواصلة دراسة خصائص الجيولوجيا بموقع حقل "ظهر".




الأهرام: ما هو التالى بعد التوقيع على التعاقد مع مصر؟

► اقتربنا من توقيع العقد مع مصر فى ديسمبر الحالى وقد انتهينا بالفعل من ١٠٠ ٪ من تفاصيل التعاقد ومن وجهة النظر التعاقدية اقتربنا من الانتهاء من تفاصيل الإتفاق وبعد التوقيع سنطلق العمل فى المشروع العملاق. "حقل ظهر" يتميز بعدد من المزايا التنافسية لو نظرنا إلى مسألة وقوعه بالكامل داخل المياه الإقليمية المصرية، فضلا عن خلو الغاز المكتشف فى الحقل من الشوائب،

وهناك ميزة أخرى ألا وهى قرب الحقل المكتشف من المنشآت البترولية فى منطقة الجميل ببورسعيد ومحطة تسييل الغاز الطبيعى فى ميناء دمياط. وأود أن أشير إلى اعتزاز "إيني" بشراكتها الممتدة مع مصر حيث تحرص على التوصل للمزيد من الاكتشافات الجديدة تسهم فى تلبية احتياجات التنمية الاقتصادية التى تشهدها مصر خاصة بعد المؤتمر الإقتصادى فى مطلع العام الحالي. فقطاع الطاقة فى مصر أمامه مزيد من فرص الاستثمار الواعدة.


الأهرام: ما هى الفرص والتوقعات الخاصة بقدرة مصر على تصدير إنتاج الغاز من حقل ظهر إلى السوق الأوروبى وهو ما عبرت عن إمكانية حدوثه أمام المنتدى المتوسطى فى روما؟

► فى الوقت الحالي، ينتظر أن يتوجه إنتاج الحقل للإستهلاك المحلى فى مصر نظرا لحاجة البلاد إلى المزيد من الغاز فى ظل حاجة المنشآت الصناعية ومحطات الكهرباء إلى الوقود. والتوقعات أن حجم الغاز يجب أن يرتفع بالإنتاج من أجل القيام بالتصدير فى المستقبل. مصر فى المرحلة الحالية تستهلك حوالى ٥٠ مليار متر مكعب فى العام والتوقعات القادمة من الحكومة المصرية تشير إلى الحاجة للوصول بالرقم إلى ٧٥ مليار متر مكعب فى مدة زمنية تتراوح ما بين خمسة وستة أعوام. وبالتالى القسم الأكبر لتعويض الفارق أو تلبية الزيادة فى الطلب سيكون من الحقل الجديد.



الأهرام: كيف ترى العلاقات بين الحكومة المصرية والشركة خاصة وقد سبق لكم مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسى وتحدثت معه عن قرب فى تفاصيل الكشوفات فى منطقة "شروق"..؟

► اللقاءات مع الرئيس السيسى كانت "ممتازة" ودعنى هنا أحيى الطريقة العملية التى تتعامل بها الحكومة المصرية سواء رئيس الوزراء أو الوزراء فيما يخص مشاريع الغاز الطبيعى وهو ما سهل لنا أمورا كثيرة. وهناك حالة من التركيز على الأهداف المطلوبة وإصرار على المسار السريع Fast Track من جانب الرئيس الذى يتابع عن قرب وبشكل مباشر مع الحكومة المصرية بصورة لم أرها فى دول أخري.

وأعنى هنا بالتركيز ليس فقط فيما يخص "متابعة" ما يجرى فى المشروع ولكن أيضا فى "تحفيز" العمل. فى مؤتمر شرم الشيخ فى مارس الماضي، عندما وقعنا الاتفاق الجديد قمنا بتغيير العقود وقامت مصر بدعم الاستثمارات الجديدة وهو ما شكل فارقا كبيرا لإحراز المزيد من التقدم على صعيد كشوفات الغاز. أيضا، هناك مساهمات مهمة للشركات المصرية فى أعمال تنمية الحقل فى ظل تنسيق وتعاون بين "إيني" ووزارة البترول والشركات التابعة لها. فبشكل واضح تطور مناخ الاستثمار والسرعة التى يتسم بها تعامل الحكومة المصرية مع كشف الغاز الطبيعى فى منطقة "شروق" هو ما أدى إلى تحقيق هذا الإنجاز فى فترة زمنية قياسية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق